المحاضرة الأولى: مدخل إلى دراسة الشعر المغاربيإن المتتبع للتجربة الشعرية المغاربية المعاصرة في الثمانينيات يلحظ ذلك التطور الفنيال كبير الذي بلغه المتن الشعري المغاربي في هذه الفترة، وقد بدأت هذه التجربة تخطو خطواتها ثم أخذت في التبلور في السبعينيات لتشهد مرحلة التطور وهذه الدراسة تحاول الإنصات للشعر المغاربي المعاصر في صلتهبالتجربة الصوفية وهي بذلك تقف بين نصين؛ والنص الشعري المغاربي وتحاول الإجابة عن الأسئلة التي تمخضت عن هذا اللقاء،لرحلة وسمت الشعر المغاربي بسمات جديدة مغايرة لما كان سائدا ومألوفا.وبذلك لم يكن الشعر المغاربي الحديث استثناء. فلقد بدأ متأثرا بالشعر العربي في المشرق. منتهجا طرائق إيجابياته وسلبياته. فالكل انس َّ ل من عباءة السياب والبياتي ونازك وعبد الصبور وحجازي وأدونيس . فأصبح نتاج هؤلاء الرواد هو المقياس والنموذجلكل كتابة شعرية خلال عقدي الستينات والسبعينيات، وقد يكون هذا أمرا بديهيا طبيعيا .أنه في غياب النقد،وبيان النوايا، اللهم عبارة: )ديوان شعر( على الغلاف!! وتسلق منبر الإلقاء )شعراء( وما هم بالشعراء! لا يمل كون إلانبرة الإلقاء تقليدا لدرويش أوأدونيس أو نزار1 .متعة التقليد ولذة الاجترار. فلم يتميز من ذلك إلا طائفة قليلة،واحتراس ونبوغ . ول كن لا عقدَّلأن الرواد الذين تميزوا بعطائهم يعدون على رؤوس الأصابع فلقد مرشعر السبعينيات فإننا نرفعه إلى مستوى الشعر بصفة عامة بينما هو ما يزال محط نقاش لأنه لم يتبلور بعد سواء من الناحية مارس،1981 ص . ومحمد خمار ثم محمد السرغيني وعبد ال كريمالطبال.شاعر من هؤلاء بحسب قدرته وكفاءته وموهبته الخاصة أن يبلور هذه التحولات ويعكسها فيفي المغرب بحساسية مفرطة، وبرهافة كبيرة، وبطبيعة الحال من موقع سياسي وفكري محدود،وكذلك فعل الخمار والسرغيني إلى حد ما،وإن كان السرغيني يسبح في صوفية وفي تجريدمغرق على عكس شعراء السبعينيات الذين لم يستطيعوا أن يتعَّم قوا التجارب الاجتماعية بل إن والفرق كبير بين الشعر والتغني لقدالشعراء، فما كان لا يخرج عن إطار النقد الإيديولوجي أو الإخواني التعاطفي. وإن كان في ويستشهد بأقوال رواد في مجالاتهم العلميةوالفكرية. ول كن هذا لا يغني عن الحق شيئا، ولا الأقوال تنطبق علىالمحكي، وهي تختلف عن الكتابة المشرقية، " فالمغاربيون،من التقليد والقليل من الإبداع وكان الصاحب بن عباد صادقا عندما قال: "بضاعتنا ردتإلينا"، وهو الوصف الجامع المانع في التجارب المغاربية القديمة. ولم يتخلص المغاربيون من عقدة د. محمد بنعمارة. ود. محمد علي الرباوي الذين نهجوا نهجا إسلاميا في الشعر.-3 المراد بذلك : د.محمد بنيس ومن كانوا يكاتبون مجلته )الثقافة الجديدة(باستعارة اللسان الأجنبي، وإدريس الشرايبي في المغربومولود فرعون ثم محمد ديب في الجزائر. وبينما كانت مشكلة هو ية هذا الأدب مطروحة،فرنسي بوجدان عربي أم عربي اضطر لاستعارة اللسان العربي؟، جاءت تجربة محمود المسعدي التيومع تلاحق تجارب الكتابة باللغتين بدأ يتشكل اتجاه الكتابة المغاربية الذي يشتغل على الفكروالتراث المحكي، ل كن هذا التقسيم المغاربي- المشرقي بدأ يزول شيئا فشيئا مع تلاحق التجاربالمغاربية والتجارب المشرقية وظهور ال كثير من التجارب الجميلة في الاتجاهين. وبخصوص تجربتيالخاصة في الكتابة، فقد كنت قارئا سلبيا مدة طويلة )أقرأ ولا أفكر في الكتابة( عندما كنت ل كني شعرت بالكتابة وقول ذاتي كما هي عندما اطلعتكانت منصفة أو "ضيقة"، فعلى الكاتب أن يكون ذاته،شيء، ولا أرى في النهاية داع لهذه الازدواجية مشرق- مغرب فالمشرق أصبح مشارقا والمغرب ه كنون:".الأدباء في المغرب على إخوانهم في المشرق لتجاهلهم إياهم،مزاياهم، ول كن أعظم اللوم في هذا مردود على أولئك الذين ضيعوا أنفسهم، وأهملوا ماضيهموحاضرهم، حتى أوقعوا الغير في الجهل بهم والتقول عليهم.ه كنون، إذ خلا زهر الآداب من أدب أهل المغرب،يرون المثل الأعلى عند أهل المشرق، فكانوا يجدون في نقل ما أثر عن أهل المشرق من القصائد، حركة الشعر المغربي المعاصر، ،2010-03-17 ت أ: ،se/article.asp?id=71911 الجزء الأول، مكتبة المدرسة ودار ال كتب اللبناني للطباعة والنشر،لبنان، الصفحة: .أكثر الشواهد المشرقية، مع أنه لرجل تونسي من أهل القيروان"1 ، ل كن قد سجلت القصيدةالتحولات الجديدة والطارئة التي تمس في العمق حركية الوجود الإنساني وتؤثر فيه بشكل منالأشكال.يعتبر هذا التطور الفني امتدادا طبيعيا وجدليا مع الأشكال السابقة وتعايشا معها، فهو لم كما أنالشكل الفني القديم بدوره آمن بالاختلاف وسار مع الجديد مسالما مما فسح المجال أمام حريةوعليه فأن تنوع المرجعية التي ينطلق منها الشعر العربي المغاربي عموما هي المرجعية الشعريةالعربية وكذا العالمية؛كبير من مبدعيه بالبنية القديمة للقصيدة الكلاسيكية العربية وتلقيحها بنفس جديد دلاليا فقطثابت ومحمد الحلوي.التجديد التي حمل لواءها كل من أحمد باكثير ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب بالمشرق، وقدتميز في هذا الصدد شعراء )كانوا بمثابة صدى لهذه الأصوات المجددة بالشرق ( أمثال مصطفىالمعداوي الذي يعتبر رائد الشعر المغربي الحديث لما امتاز به من وعي سياسي وثقافي جعله يساهممحمده راجع وخير الدين؛ هؤلاء الذين تبنوا الدعوة إلى الالتزام والثقافة الهادفة والمقاومة لكل أنواع الزيفوقد ساهم هذا التفاعل في تسجيل طفرة نوعية في تطور القصيدة إذ أنه في ظلهذا التراكم الهائل في الخريطة الشعرية برزت القيمة الأدبية والفنية للقصيدة مما ميزها علىمستوى ال كيف والرؤية الواضحة وتنوع المشهد الشعري المغربي إذ أصبح هناك من يهتم بالغايةمن اللفظة وتشكلها داخل النص باعتبارها وسيلة فقط بعدما كانت هي الغاية في حد ذاتها، كمابرز من زاوج بين العمودي وشعر التفعيلة وكذا من اهتم باللغة الشعرية بغض النظر عن الأوزان الجزء الأول، المكتبة التجارية، الطبعة الثانية،والبيانية من تفاوت وتحايل على المعاني، وقد ارتبط الشعر المغربي عموما بقضايا الإنسانوخصوصا الشعر الإسلامي والصوفي اللذين يهتمان بقضايا الأمة في ارتباطها بمصير الإنسان كمايبدو جليا في شعر حسن الأمراني ومحمد بنعمارة وغيرهما.وقد تبلور عن هذا التنوع والتكثيف اهتمام خاص بمصير الشعر المعاصر بالمغرب مما ساهم في