3- أن الأسس الاعتقادية والأخلاقية تولد في النفس دوافع إنسانية وأخلاقية وتجعل الحياة الاقتصادية منسجمة مع الحياة الأخلاقية والروحية وتولد الانسجام والتعاون داخل المجتمع أيضًا، وتبعده عن الصراع، وأن الصراع يكون في مجتمع غايته الربح. ٤ ـ أن الأسس الاعتقادية والأخلاقية تولد في النفس شعورًا بالمسئولية أمام الله، فيشعر بالارتياح إذا أدى الأمانة وعمل لنفع البشر وخيرهم، كما يشعر بالإثم إذا غش وظلم وأكل حقوق الناس واحتكر أقواتهم لمنفعته وضررهم، وإذا خدعهم وغبنهم. وهذه المسئولية الداخلية أو النفسية هي غير المسئولية الحقوقية القضائية أو الإدارية التي هي مسئولية خارجية، وأما الأنظمة غير الإسلامية فليس فيها إلا هذا النوع الأخير من المسئولية. ه لا شك أن هذه الأهداف الموجهة التي أبرزتها وأظهرتها الأسس العقائدية والأخلاقية للنظام الإسلامي في ميدان النشاط الاقتصادي لها انعكاسها وآثارها في القواعد التشريعية التي تنظم الحياة الاقتصادية في الإنتاج، وعلاقات الإنتاج، وفي الملكية وحقوق الملكية، وفي جميع أحكام المعاملات المالية.