شهدت المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى تقدماً حضارياً، بينما عاشت أوروبا "عصور الظلام" تحت سيطرة الكنيسة والإقطاع. بدأ عصر النهضة في القرن الخامس عشر، ممهّداً لنشوء علم الاجتماع. يرجع تفسير سان سيمون لانهيار النظام الإقطاعي وصعود البرجوازية إلى عدة عوامل اجتماعية بدأت منذ القرن الحادي عشر، كالتناقض بين الأيديولوجيا القديمة والتقدم العلمي والفلسفي. كما ساهمت عوامل أخرى في نشأة علم الاجتماع، منها انهيار التوازن الاقتصادي والاجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية، وتقلص فعالية الإيديولوجيات الكلاسيكية، وعودة الفاعل الاجتماعي كعنصر رئيسي. أدت الثورة الفرنسية، بإعلان حقوق الإنسان وإلغاء سلطة الكنيسة، إلى تغييرات اجتماعية أدت إلى تفكك العلاقات الاجتماعية، مما ساهم في ظهور علم الاجتماع. كما أحدثت الثورة الصناعية تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة، كظهور الطبقة العاملة ومسائلها، والتي شكلت موضوعات أساسية لدراسة علم الاجتماع. باختصار، تُعزى نشأة علم الاجتماع إلى عوامل متعددة، منها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الناجمة عن الثورتين الفرنسية والصناعية، إضافة إلى التناقضات الفكرية والأيديولوجية.