وتحلق أبناؤه الثلاثة حول جسده الهامد مطأطئي الرؤوس ، وذرفوا الدموع السخيّة ، ولم تحاول أيديهم مسحها إذ كانت منهمكة في اقتسام كل ما كان يملكه أبوهم . استولى الابن الأكبر على ثيابه الداخلية وحذائه ، واستولى الابن الأوسط على قميصه وبنطاله وجواربه ، واستولى الابن الأصغر على معطفه ، فأغمض مروان العلبي عينيه مستحياً من عريه ، وقال لأبنائه متسائلاً بصوت واهن متهدج : « من منكم سيرث ديوني ؟ » . فتبادل الأبناء الثلاثة النظرات المتعجبة ، فالميت لا يستطيع التكلم بعد موته .