ولا بد أنه يفكر في كيفية حصوله على الصمغ المطلوب لتكملة هيبة رئيسه على ملامح عز الدين، قلت مخاطبا الشاويش خضر، وكان ممتلثا مثلي بقناعة تامة بالقصة الساذجة التي رواها النشال، ساذجة ولكن صادقة أصدق ما قاله الخفيف، يا تولاب این ذهب ذلك البيجاوي الدخيل على الشرطة؟ منذ متى تعين الشرطة مثل هؤلاء ؟ وتخضع السيطرة الشاويش المرتبك الذي من المفترض أن يكون الآن نائما في بيته أو عالقا في مهمة أخرى لا علاقة لها بعمل الشرطة. كانت مهمة قاص الأثر العجوز قد انتهت منذ زمن حين عثر على الآثار، وحللها، تثاءب بعمق وطالعني بنظرة كبيرة وهو يشعل مصباحه ويطفئه، أمنحه عشرة جنيهات تلقاها بيده الجافة الغزيرة العروق كما يتلقى كنزًا، ومشيته وهو يخرج إلى الطريق، مشية شاب في العشرين. ويستخدمه في مهنته وأيقظه من نومه العميق، وارتكب مخالفة كبيرة للقوانين العسكرية، بنزعه لباقي خيوط الشريط، لتظل إحدى كتفيه عارية بلا رتبة، وتناول الصمغ من مساعده، وألقى به في الظلام من باب الغرفة المفتوح. أخذ النشال بعنف، ويداه خلف ظهره وحشر في الزنزانة الضاجة بالأصوات والروائح، وهم يستقبلونه أهلا يا خفيف. شرفتنا يا خفيف وعلى باب المركز كان علي أن أخرج أربعين جنيها من جيبي، ولا أعرف إن كنت سأحصل عليه أو لا . نصفها استقر في جيب الشاويش خضر، ونصفها في جيب المساعد تولاب وهذه المرة في سرقة علنية، وتمزيق أسلاك الكهرباء الذي حدث هل كان من ضمن المهمة ؟ أم إضافة شخصية من مختار الذي لم أضره في شيء وزوجت أخته المهووسة التي كانت بلا أمل في زواج مستقر من رجل ذي دخل جيد، وقلب يحب، وقاده الحب إلى غض الطرف عن تلك البيئة المزرية التي كانت تعيش فيها زوجته. وقد أخبرت الشاويش صراحة وأنا أسلمه العشرين جنيها، فالتوى وجهه، وسيجد إدريس صاحب المتاريس،