تحدث هذه الحكاية عن الجني حوجن بن ميحال الفيحي , الجني حوجن هو جني بشكل عادي , وهو عكس ما نتصوره على الدوام من أنه ذا عين واحدة وسيقان ماعز وقرون !!, حوجن ( من سلالة الجن المستأنسين الذين يعيشون و يتكيفون مع المجتمعات الإنسية ) شاب في أوائل التسعين من عمره اتم دراسته ويعمل في أحد أكبر بيوت العلاج , ولكن كانت مشكلة حوجن مع جمارى أن والدها الذي هو عمه متوغل في أعمال السحر الأسود . بدأت القصة حين تم بناء عمارة سكنية في البقعة التي يسكن فيها حوجن مع جده إلياسين و والدته , كان المجمع يضم عدة فلل سكنية وكانت إحدى هذه الفلل بالضبط في موقع سكن حوجن و اسرته , حيث تأقلم حوجن مع المكان وأتخذوا من علية هذا البيت سكناً لجده المريض, وسكن حوجن في واحدة من الحجرات وكانت أمه تتجول ما بين السطح و السلالم . وبعد سنتين من بقاء البيت خاويا بلا بشر , جاءت عائلة الدكتور عبدالرحيم سعيد التي تتكون من الوالد عبدالرحيم و الوالدة رجاء والإبن هتان والإبنة طالبة الطب سوسن حتى يسكنوا في هذا البيت الذي قضوا وقتاً طويلاً ينتظرونه حتى تنتهي عملية بناؤه , ونادراً ما يتلاقى حوجن وسوسن في الحجرة في ذات الوقت إلى أن جاء ذلك الوقت الذي كانت فيه سوسن مع رفيقاتها في الحجرة وكانوا يلعبون اللعبة المشهورة بالتواصل مع عالم الجن ( ويجا ), وكانت كل الاحوال تمشي كما الساعة إلى أن بدأوا بملاحظة استجابة الجن معهم في هذه اللعبة, من أول حضور لاسرة عبد الرحيم الى البيت وبدأ حوجن بالإعجاب بسوسن ويهتم بها, حيث تعرفت سوسن و رفيقاتها على حوجن بصورة اوسع و بشكل اكبر , فضول حوجن وتعلقه بسوسن وسماعه لكلام البنات عن الأولاد و المغامرات و القصص التي يعشنها في هذا السن دفعه حتى يبحث في خصوصيات سوسن عن الفتى الذي يمكن أن تكون تحبه أو تعجب به, فتوصل إلى شاب واحد تتكلم معه سوسن على أنه زميل لها في مدرسة الطب ألا وهو إياد , إزداد فضوله ولحق بها إلى الجامعة حتى يتعرف على إياد عن كثب , رجع حوجن إلى المنزل و قد قرر اخيرا ان ينتقل من هذا البيت , كانت قد فقدت وعيها في الجامعة و رجعت الى البيت برفقة صديقاتها ليجلسن حولها ثم قررن أن يلعبن الويجا للمرة الثانية , وأثار غضب أم حوجن أكثر حيث حذرته من المرة الأولى بعدم التواصل مع البشر على الاطلاق . بعد عدة أيام جاء زعنام ( إبن العم الأكبر لحوجن ) وكان يعرف بعلاقة حوجن مع الإنسية سوسن, وذلك لأن جده من سلالة النفر ف يمكن ان يستفيد من دمه لتحول زعنام إلى عفريت حيث يمتلك قدرات مادية فيزيائية تمكنه من التحكم بكل شيء و التشكل لاي شكل ، ولكن حوجن أصر على الرفض التام لهذا الامر . حاولت أم حوجن بكل قواها أن تطرد عائلة الدكتور عبد الرحيم من بيتهم وجودهم بدأ يؤثر على الحالة الصحيه لوالدها المتعب المريض الملقى على السطح, حاول حوجن التكلم مع أمه ومنعها من الأعمال التي تعملها مع اسرة الدكتور عبد الرحيم ولكنه لم يفلح ! , حاولت أم حوجن ان تتكلم معه و تقنعه بأن يترك وينسى حبه للإنسية لأن ما من مستقبل يجمع هذه العلاقة , عارضوا هذا الامر بكل قوة وبالتالي تخلوا هم أيضاً عنها وعن والدها الكبير في السن , في هذه الأوقات كان زعنام متشكل على شكل قط بلون اسود قاتم ويحاول أن يقتل جد حوجن، لكن قدرت أم حوجن وحوجن أن يلحقوا به في اخر الدقائق وأنقذوا الجد المريض من بين يدي زعنام , واستمروا بالتكلم مع حوجن هي و رفيقاتها واعتذرت سوسن لحوجن و بعثت ايضا اعتذارا لوالدته وجده, ثم حان وقت رحيل صديقاتها وغادروا و ظلت سوسن لوحدها تتحدث إلى حوجن, وحزن عليها بشدة بينما سوسن انهت الحديث ولم تتكلم أبداً, وكانت تريد أن تتعرف على حوجن أكثر وعلى عالم الجن بشكل أوسع . تكررت الاحاديث و الحوارات بين حوجن وسوسن أكثر من مرة, وكانت سوسن في كل مرة تُدهش حوجن برجاحة عقلها و نضجها حيث كان لا يحس معها بأنه أكبر منها بأربع أضعاف, حيث كانت فقط تتكلم وهو يحرك أصابعها بخفة من على شاشة الآيباد, صحا جد حوجن صحوة الوداع وأراد أن يتكلم مع حوجن، أخذ يحكي له عن أبيه وكم أنه جنيٌّ شهم وليس له مثيل, وحذره من ان يرجع الى عائلة والده لأنهم لا يريدون منه إلا أن يزوجوه إلى إبنة عمه حتى يستمر نسل المردة, الذي لا يعوض ووصاه على اسرة الدكتور عبدالرحيم !!, حينها سمع حوجن صوتاً في البيت حيث كان الدكتور عبدالرحيم ومعه رفيقه وشيخ إفريقي يدعى موسى تاكاو, وبدأ الشيخ موسى يقنع عبد الرحيم بأن البيت محاط بمردة حراس, حينها جاء الجد المتعب وأخذ يقاتل الجان كأنه شاب وكذلك والدة حوجن أخذت تقاتل زعنام الذي رجع وكرر محاولته حتى يقتل الجد ليستفيد من دمه حتى يتحول إلى عفريت, وكذلك ترك الشيخ موسى المكان بعد أن حاول أن يوضح الأمر للدكتور و رفيقه . وأيضاً كما أوصى ابنته أن تذهب لآل النفر و تظل معهم فذهبت بالفعل واستقبلوها بكل ترحيب و احترام , ولكن آل النفر قدّموا النسب على الايمان ولم يستسيغوا حوجن بينهم بما أنه من المردة, فرجع ليقوم بما وصّاه به جده ألا وهو حماية اسرة الدكتور عبدالرحيم !!. شهر كامل ابتعد فيه حوجن عن سوسن, شهر باكمله من دون اي حديث او حوار مع سوسن، رجع حوجن إلى المنزل بشوق و لهفة ولكن لا أحد في البيت , عرف حوجن بعد ذلك أن حالة سوسن استدعت المستشفى وأنها دخلت في حالة من غياب الوعي بعد تأثير الورم في دماغها على مركز العمليات الحيوية, هو أن سوسن كانت تقع بكل جسمها و عقلها تحت تاثير زعنام وأن زعنام طيلة الشهر الذي لم يكن فيه حوجن بجوار سوسن كان هو يتنكر بشخصية حوجن و يتكلم معها عبر الآيباد, ثم بعد ذلك هو حر في حياته يرجع إلى اسرته أو يتزوج الإنسية فله ذلك, المهم الطفل الذي من نسله وبه كل الخوارق و المهارات التي ورثها عن أبيه عن جده . بقي حوجن عند سوسن يتحسس يديها و خديها بيديه اليابستين إلى أن ظهرت رفيقتها خلود وهي حزينة ويؤنبها ضميرها على اعتبار أن ما حصل لسوسن من وراء لعبة الويجا و حكاية التحدث مع الجان و الشياطين ، لحق حوجن بخلود لأنها الآن هي الطريقة الوحيدة التي سيصل حوجن من خلالها لإياد !!, ظل يحاول ويحاول إلى أن نجح في كتابة saw في جوالها فظهر إسم سوسن فارتعبت خلود عندها رمت خلود التليفون وحاول حوجن بكل قوته أن يرفع الهاتف ولم يقدر, ذهب حوجن إلى حيث تعيش اسرة أبوه في جنوب البحر الأحمر والجزيرة العربية وشرق إفريقيا, وتم استقباله بكل احترام و ترحيب لم يعهد عليه أبداً في حياته, حيث تم قتل زوجته وابنته لأنه عارض امرا قد اصدره الملك هياف, فمواقف الحياة تحكمك وتشكلك الى مخلوق سيء بعدما كنت جيدا فقط لمجاراتها , بل جني سفلي بعثه الملك هياف ليضغط على أبو سوسن ليقدم الذبائح لحراس الكنز القانطين في البيت, وبعدها أتى زعنام وبيده عقد النكاح الإسلامي الذي عليه توقيع جمارى وهناك من الشهود المسلمين اثنين اخرين , وأن المصالح بالنسبة لأسياده هي المحرك الأساسي لقراراتهم ولا دخل لها بالجنس البشري على الاطلاق ، فلم يكن لديه خيار ثاني ولا مجال للتردد في حياة ابنته الحزينة .