الذي أسند إليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مهمة تخطيط المدينة، كانت هي الأسس التي اعتمدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في استراتيجيته لتخطيط وتطوير المدينة، كما كانت من أهم عوامل نجاحه في جعل أبوظبي مدينة متطورة ومتجددة ومتنامية الأطراف من دون الحاجة إلى الكثير من الأمور التي يتطلبها التوسع كالهدم وإعادة البناء من جديد، كما أنه لم يغفل عما تحتاج إليه المراحل المقبلة والمستقبلية، لهذا تطورت أبوظبي ونمت رويداً رويداً وعلى أسس وقواعد قوية ومتينة شواهد على مراحل بناء وتطور العاصمة، بل وقبل قيام الاتحاد، وهناك مبانٍ كانت شاهدة على نقاط تحول في تاريخ المدينة، وأخرى تحمل دلالات سياسية حيناً أو ثقافية واجتماعية في أحيان أخرى، ومكوناً رئيساً في نسيجها العمراني والثقافي والتراثي، ربما تخلق تحدياً ما أمام طموح العاصمة الدائم للتطور والتمدد ومواكبة خطواتها النوعية لترسيخ مكانتها مركزاً ثقافياً وفنياً وسياحياً في المنطقة، وكذلك مواجهة الزيادة المطردة في عدد السكان بما يتطلب أنماطاً معمارية مغايرة. التي كانت في عصر الشيخ ذياب 1761، ولأهمية موقعها الصحراوي والبحري، بدءاً من عام 1833 إلى عام 1855 حيث كانت أبوظبي مشيخة رائدة على ساحل الخليج العربي. وكان الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان آخر من سكن هذا القصر، وفي العصر الحديث، تم تخطيط أبوظبي على مراحل مختلفة، واكبت كل مرحلة منها تطوراً جديداً طرأ على المدينة، وهو ما يجعل التكوين المعماري يبدو مثل «طبقات متتالية»، كل طبقة تعبر عن مرحلة بعينها بكل ما تحمله من ملامح. وبشكل عام بدأ التخطيط العمراني لأبوظبي الحديثة في بداية الستينات، وكانت موزعة وفقاً للقبائل المقيمة في المدينة بحيث يتجاور أبناء القبيلة الواحدة في حي واحد، كما اتسمت البيوت في تلك الفترة بالبساطة الشديدة، ومع بساطة الحياة والناس. من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، والسابع قيد التنفيذ حالياً، مشيراً إلى أن بداية مدينة أبوظبي كانت في عصر الشيخ ذياب. أما أول تخطيط عمراني رسمي لأبوظبي فكان في عام 1962، وكان عدد السكان في ذاك الوقت 4000 نسمة، وركز المخطط على تحسين نوعية الحياة في المدينة وإنشاء مركز إداري جديد، وتم إنشاء مركز للوزارات، وفي تلك الفترة تم إنشاء معالم بارزة عدة في المدينة، مثل المجمع الثقافي ومدينة زايد الرياضية ومنطقة النادي السياحي، في حين كانت الفلل والمساكن المنخفضة في الوسط، رحمه الله، كان يشرف على كل مخططات أبوظبي العمرانية بنفسه. شكل كل منها نقلة مهمة، يشير إليه الدكتور عبدالرحمن مخلوف، مهمة تخطيط المدينة، وعينه مديراً لتخطيط المدن عام 1968، وبصفة عامة، اعتمد تصور المغفور له الشيخ زايد لتطوير المدينة على أهداف ومبادئ يمكن تلخيصها في بعدين متكاملين هما توفير الحياة الكريمة للإنسان والتشكيل الأمثل للمكان. وتعد المرحلة الثالثة من 1974 ـ 1977، بينما بدأت المرحلة السادسة في 1989، ويروي د. مخلوف واقعة تعبر عن تصور المغفور له الشيخ زايد لأبوظبي؛ قائلاً: «كان موضوع اللقاء تسمية الطرق الرئيسة (الشوارع) في أبوظبي. واختار الشيخ زايد الأسماء المعروفة الآن في المدينة، وهي في مجملها ذات دلالات حكيمة: الوفاء للأجداد من آل نهيان، وتأكيد الإحساس بالمدى الجغرافي لأبوظبي، ومن المعاني الدالة على أهدافه نحو أبناء وطنه اختياره اسماً فريداً لأحد أهم شوارع أبوظبي (شارع السعادة)، وهذا يذكرني بما قاله أرسطو عن المدينة المثالية؛ وتتسم بالهدوء والبساطة من دون أن تخلو من جماليات البناء، إلى مدينة تطمح إلى أن تصبح مركزاً عالمياً،