يعد المبنى المدرسي من أهم أساسيات العملية التعليمية ، وعاملاً مؤثراً من عوامل نجاح العملية التعليمية ، فكلما كان المبنى المدرسي ملائماً ومجهزاً بكافة سبل ووسائل الراحة فإن ذلك سيكون له الأثر الايجابي على العملية التعليمية برمتها ؛ والمشكلات التي يمر بها والأسباب التي ادت الى وجود هذه المشكلات ، وبما أن الإصلاح لا يأتي بين عشية وضحاها ، والمساهمة في تطوير التعليم بشكل يتناسب مع ما هو عليه تشخيص التعليم الآن في الدول المتقدمة ، ووضع الحلول الناجعة للعديد من المشاكل على المستوى الاداري ، فالتعليم من القطاعات التي تعد من اللبنات الأساسية لبناء المجتمع وكلما كان هذا الأساس قوياً ومتيناً ، لكي نضمن للأجبال القادمة بيئة تعليمية وافرة وزاخرة بكل ما هو مفيد لا بناؤنا وطلابنا الأعزاء ، في تحسين وجودة العملية التعليمية. وعلاقات اجتماعية بين جميع العاملين في المدرسة بمختلف تصنيفاتهم. ولأهمية المباني المدرسية كبيئة محيطة بالطالب، ومع التطور الحاصل في جميع المجالات ومن ضمنها مجال التربية والتعليم يجب علينا الاهتمام بالمبنى المدرسي من جميع الجوانب بدءً، ولا يمكن أن تقوم بالعملية التعليمية بشكلها الصحيح دون الاهتمام والعناية بالمكان الذي ستتم فيه هذه العملية. لأن المبنى المدرس الحالي فيه الكثير من المشكلات، إذ هو المنشط النفسي للطالب والمعلم والأسرة التربوية بشكل خاص والمجتمع بشكل عام. فعندما تبحر بنظرك في مدرسة بُنيت لتكون مدرسة نموذجية ، فهذا بلاشك يريح النفس ، بالإضافة الى العاملين في المدرسة من معلمين وإداريين وغيرهم ووسائل التعليم التكنولوجية في مختلف مراحل التعليم العام؛ ثانياً: ـ نظرة على واقع المباني المدرسيّة الحالية والمشكلات التي تواجهها. تعاني المباني المدرسية الحالية من العديد من المشاكل، مما ادي ذلك لبروز العديد من المشكلات والتي أدت بدروها الى ظهور بعض السلبيات على مستوى اداء المتعلمين وكذلك المعلمين، وتعد سوء ورداءة تصميم المباني المدرسية عاملاً آخراً من عوامل تأخر التعليم وتعثره ولعل من اهم الملاحظات التي نلاحظها على المباني المدرسية في عمومها هو ما يلي: ـ · وجود بعض المدراس في أماكن زحام وضوضاء مما قد يؤثر سلباً على تحصيل التلاميذ والطلاب. · عدم صلاحية الفصول الدراسية من حيث الاتساع، · عدم توفر ملاعب كافية لآداء النشاط الرياضي في بعض المدارس. وسينما. مما يؤثر بدوره على آداء المعلم. · عدم وجود مساحات خضراء كافية لراحة التلاميذ والمعلمين على حدٍ سواء. ومرهقة للتلاميذ. · عدم وجود مسارح خاصة بالعروض المسرحية والمناشط التي يقوم بها الطلاب وفي حال وجودها فانها تستخدم استخداما غير الاستخدامات المُخصصة لها. وكذلك الأشراف المدرسي يكون اقل مما هو عليه في حال وجود جميع الفصول في طابق واحد بشكل هندسي مريح ويتيح حرية التنقل بسلاسة. · افتقار المدارس الى ملاجئ خاصة يُلجأ إليها في حالات المخاطر سواء في الحروب او الكوارث الطبيعية الأخرى. · عدم وجود عيادات طبية مجهزة ومصغرة لتقديم الخدمات الصحيّة اللازمة للتلاميذ. · عدم توفر مواقف لسيارات العاملين بالمبنى المدرسي. · عدم تعدد الساحات الخاصة باستراحة الطلاب وخصوصاً في حال وجود مدارس مختلطة وعلى مراحل فهناك مشاكل تنجم عن الاختلاط بين الطلاب باختلاف المراحل العمرية بينهم وكذلك حسب اختلاف الجنس، ومختلطة ايضا مما ستنجم عنه بعض المشكلات والسلوكيات الغير ايجابية . والاجتماعية ، والمهنية نتيجة التقدم العلمى والتكنولوجى والثورة العلمية المصاحبة. وتقنيين وفنيين ، طبقا لمعايير فنية مدروسة ومواصفات هندسية مقننة تم وضعها بناءا على الأسس التربوية الحديثة. وذلك إيماناً منّا بمدى أهمية البيئة التربوية للطالب في عملية التحصيل التربوي ، ولعل اهم شروط ومواصفات المبنى المدرسي الجيد تتمثل في أربع نطاقات رئيسية وهي الموقع ، الفراغات التعليمية ، وتمثل كل مكان يتم فيه إجراء نشاط تعليمي داخل المدرسة من فصول دراسية ومعامل وأماكن للتدريب، ومن اهم الشروط والمواصفات العامة والتي يجب مراعاتها عند تصميم المبنى المدرسي مايلي :ـــ · توفر الخدمات العامة (خدمات اجتماعية- طبية- ثقافية- رياضية- ترفيهية) · يجب ان يتسم موقع المبنى بخصائص عمرانية مناسبة من ناحية البساطة ووضوح التشكيل . · يجب ان يراعى المبنى النواحى الجمالية بأن تكون ألوان الأسطح الخارجية مناسبة وكذلك مراعاة مجالات الرؤية والنواحي الجمالية . · يجب أن يتلائم نمط المبانى مع طبيعة العملية التعليمية. · يجب أن يراعى فى المبنى تجنب مصادر الأخطار مثل (الحوادث- الحرائق- أخطار اجتماعية وأخلاقية) وأن يُحسن اختيار مواد وطرق البناء . · مراعاة المساحات الخضراء والتي تتمثل في الأشجار والنباتات التي توفر الظل والأكسجين وتشكل مصادات للرياح . · يجب ان تكون الفصول الدراسية مناسبة لأعداد الطلاب ومجهزة بالأثاث الجيد الذي يتيح مساحة للتحرك والحرية . · تهيئة البيئة الصفية المناسبة وسبل تطويرها بما يندرج تحته من تزويد الفصول بخزانات خاصة لكل طالب، وصندوق الإسعافات الأولية، وتوفير بيئة صفية متطورة واعتماد العمل بالقواطع المتحركة في تصميم بعض الفصول ليسهل تركيبها أو فكها بما يخدم الحيز المطلوب. والتدبير المنزلي والتربية الفنية . ووسائل سمعية وبصرية . · توفر مكتبة بالمبنى المدرسي ، وآخر خاص بأمين المكتبة . · مراعاة ان يتوفر بالمبنى غرفة خاصة بالإذاعة المدرسية لممارسة النشاط الثقافي للطلاب . وتوفير الوجبات الطازجة · مراعاة طرق مخصصة للمشاة بمحيط المدرسة . والمعامل المدرسية . · تجهيز المدرسة تقنياً ، من حيث توفير المعامل وتجهيزها بالأدوات والمواد اللازمة وتفعيل خدمة الإنترنت بشكل مستمر، وتأمين جهاز عرض وشاشة في الممرات، والتعاقد مع شركات التقنية لتأمين مستلزمات المدرسة مع تكليفها بمسؤولية التركيب والتدريب والصيانة. ونجد ان مشكلة الكثير من المدراس ، انها تفتقر لكثير من معايير الأمن والسلامة ، والاشترطات البيئية ، او اختيار الموقع وهذا سبب رئيسي في تدني عمرها الافتراضي وهنا نتساءل ماهي أهم أساسيات الأمن والسلامة التي يجب أن تتوفر عند اختيار موقع المدرسة أو عند تصميم وهندسة مبانيها وتنظيم فصولها والمرافق المُلحقة بها وماهو دور الادارة التعليمية والمدرسية في متابعة ما قد يحدث من متغيرات قد تؤثر على سلامة المباني هنا نتطرق لبعض من هذه المخاطر والتي تقسم الي ما يلي :ـ · مخاطر ذاتيّة او شخصيّة / وهي تحدث بسبب تصرفات وسلوكيات غير مُنضبطة بين التلاميذ ـ المُشاجرات . · مخاطر كهربائية / تحدث بسبب الإهمال في إتمام الكشف والصيانة الدورية على الوصلات الكهربائية فتحدث ماساً كهربائياً قد يلحقق الضرر بالمتواجدين بالمبنى · مخاطر صحيّة / وتحدث نتيجة الإخلال باشتراطات ومعايير السلامة الصحية أو بسبب تلوث البيئة المُحيطة ـ كحدوث عدوى ميكروبية · مخاطر كيميائية / وتحدث نتيجة إهمال اشتراطات الأمن والسلامة في المعامل المدرسية ــ استنشاق مواد خطرة · مخاطر الحريق / نتيجة عدم الإلتزام بمعايير الامن والسلامة المتعلقة بمكافحة الحريق ويحدث نتجة لها التعرض للإختناق ومن اهم المعايير الواجب مراعاتها عند تصميم المبنى ما يلي : ـ · يفضل ان تكون المنشآت التعليمية مُؤلفة من مبنى واحد مُصمم على نحو أفقي وليس رأسي واذا تعددت طوابقه يجب ان لا يزيد عن طابقين وذلك لتسهيل حركة شاغلي المبنى وسرعة الاخلاء في حالات الطؤارى · ان يضمن تصميم المبنى التخفيف من حدة الضوضاء وصدى الصوت الى الحدود الآمنة المسموح بها · ان يُراعى في تصميم المباني توافر المخارج ومسالك الهروب في حالات الطؤارى مع عمل رموز واشارات استرشادية توضح اتجاهات المخارج · ان تكون الأرضية غير ملساء اطلاقا حتى لا يتعثر التلاميذ او ينزلقوا اثناء الدخول والخروج · يُراعي عند تصميم المبنى ان لا تقل امساحة النوافذ عن سُدس المساحة الكلية للأرضيات وان يكون توزيعها مُناسباً بحيث تسير التهوية في اتجاه واحد ودون احداث تيارات هوائية متقابلة فيُراعى أن يتراوح بين 3 : 4 أمتار. 5 إلى 2 متر مربع, طبقـًا لجداول حدود الأمان المعمول بها , وتقيهم من إجهاد العين, مع مُراعاة أن تكون الإضاءة غير مُباشرة, وأيضـًا إذا لم تكن التهوية الطبيعية كافية, على أن يتم التأكُّد من كفاءة تشغيلها, وتنظيف المُرشحات بصفة دورية على أن يُترك ممر بين كُل صفـَّين من الأدراج, وترك مسافة مقدارها نحو ثلاثة أرباع المتر, ولا تقل المسافة بين الصف الأول من مقاعد التلاميذ والسبورة عن متر ونصف, ولا يبعد النصف الأخير من مقاعد التلاميذ عن السبورة أكثر من سبعة أمتار, عددا من المرافق المُلحقة, التي يجب العناية بتأسيسها, ويجب أن يخضع العاملين فيه لفحوصات وتحاليل طبية دورية, ومن المرافق الضرورية أيضــًا, بحيث يُسمح لها بالتسُّرب من خلال التوصيلات, وخلوِّها من أي مُسببات للأمراض كالبكتريا والفيروسات والطفيليات, وكذا التأكُّد من أن نسبة الأملاح الذائبة فيها, مُطابقة تمامــًا للمواصفات الصحية القياسية ، حيث يتعيَّن أن تكون مُناسبة لعدد تلاميذ المدرسة, وأن تكون نظيفة ومُطهَّرة بشكل دائم, ومناشف ورقية, وأنابيب الصرف. لا تـُشكِّل أدنى خطورة على التلاميذ, بالأسمدة العضوية الحيوانية, كما يجب إزالة ما قد ينشأ من خلايا النحل, على بعض الأشجار, يجب أن لا تقل عن300متر, على أن تـُجهَّز هذه الساحة بمظلَّة, مصنوعة من مواد مُناسبة, على أن تـُزود أعمدتها, · لكُل مدرسة , ينبغي أن يكون هناك مسار وموقف للسيارات يجب أن يُحدد بشكل آمن, بحيث يُحقق سهولة حركة السيارات والباصات, سادساً : ـ نظرة شاملة حول المدارس الخاصة ، فكثير من هذه المدارس تستأجر أماكن غير جيدة لا شكلاً ولا مضموناً فيكون المكان في الغالب عبارة عن بيوت سكنية تم أستجارؤها من أصحابها ومن خلال نظرة شاملة على المدارس الخاصة في ليبيا نجد بعض السلبيات التي قد تعرقل سير العملية التعليمية ويمكن حصرها في الآتي · عدم ملائمة المبنى للموصفات ومعايير الجودة العامة للمبنى المدرسي المثالي · عدم توفر ملاعب وساحات للتلاميذ لممارسة أنشطتهم وذلك بحكم الضيق المكاني · عدم توفر دورات المياه بشكل يفي باحتياجات التلاميذ وذلك بسبب تصميم المكان أصلا لانها مُعدة لعدد محدود من الناس · عدم وجود صالات وغرف خاصة بالنشاط المدرسي المتنوع · افتقارها للمعامل الخاصة بالحاسوب والعلوم ، وهذا كله يرجع لتصميم المبنى الغير مؤهل أساساً · عدم وجود مساحة كافية للطابور الصباحي ، وكذلك عدم وجود ساحات مناسبة لإستراحة التلاميذ وافطارهم ، مما قد يجعلهم في بعض الأحيان يلجؤن الى استخدام سطح المدرسة لغرض قضاء فترة الاستراحة ، وأحيانا يعرضهم لمخاطر الوقوع · التهوية سيئة لأنها لم تأخذ في الحسبان استخدام المبنى كمدرسة · عدم وجود مخارج طوارئ مما يضاعف الخطورة في حال لو حدث شيء لا سمح الله سابعاً : ـ الحلول والمُقترحات والتوصيات . نصل في النهاية الى تلخيص بعض من النقاط الجوهرية والتي يمكن الاستفادة منها عند تصميم مباني مدرسية حديثة مستقبلاً . · توفير الأراضي المناسبة لإنشاء المباني التعليمية بالمخططات السكنية والاعتماد على معايير الجودة العالمية عند التنفيذ على أرض الواقع · مراعاة النمو السكاني المتوقع عند تحديد نوع ومكان المبنى المدرسي · تصميم نماذج لمدراس جديدة بمواصفات هندسية حديثة ومتطورة ووفقاً للدرسات التربوية الحديثة التي تؤكد على أهمية التصميم الجيد في زيادة مستوى الآداء التعليمي · استخدام مواد حديثة ومتطورة تناسب الاستعمال الوظيفي للمبنى وتطيل العمر الافتراضي له وتسمح بتحقيق عمليات الترمميات اللازمة مستقبلا · أن تكون المنشأة التعليمية مزودة بالأثاث والأدوات اللازمة لحسن سير الدراسة من مقاعد صحيحة ومناضد تتناسب وأعمار التلاميذ بالإضافة للسبورات والوسائل التعليمية والمختبرات والمعامل وغيرها · ان لا يزيد عدد الطلاب في الصف الدراسي عن ( 25 ) في المدرسة بغض النظر عن المرحلة الدراسية · أن يكون الموقع بعيداً عن الضوضاء والمحال العامة والصناعية والتجارية والأماكن الخطرة كمحطات البترول التي تؤثر على الرسالة التربوية . · أن يكون في مكان مناسب سهل الوصول إليه وتبعد مداخله عن خطوط المواصلات السريعة وتتوافر فيه المواقف اللازمة والحافلات المدرسية وأن يكون بعيداً عن كل مايعرض سلامة التلاميذ للخطر ذلك إن المدرسة في تكاملها العام تمثل البيئة أو الوسيط الذي تدور فيه العملية التربوية.