اختيار الموضوع choisir un sujetتعد عملية اختيار الموضوع المرحلة الأساسية في البحث تفعلها قدرة الباحث على المواصلة والوصول إلى نتائج جيدة، أو التعثر والإخفاق فالاختيار عملية ذهنية توجه فكر الطالب نحو المصادر التي يستقي منها موضوعه أولها: رصيده المعرفي المتكون من قراءاته، ومما تعلمه في مسيرته الدراسية من ملاحظاته واستفساراته اعتراضاته أو رضاه؛ لذلك يفضل إذا كان الطالب محدود المعرفة أن يلجأ إلى أحد مصادر الأدب واللغة العامة القديمة والحديثة ليكون فكرة عامة عن المجال المراد البحث فيه.هل الطالب بحاجة إلى من يساعده في اختيار الموضوع ؟ غير أن الإنسان بحاجة دائما إلى من يوجهه ويأخذ بوجهة نظره مهما بلغ من العلم فالنفس في العلم تقنع بالقليل والفكر قد يثبت عند قضية ما تستهويه، فلا يحيد عنها.لا بد أن يلجأ الطالب المبتدئ إلى الأستاذ المشرف ليوجهه نحو مجال معين يطالع فيه حتى إذا تبلورت في ذهنه إشكالية ما حدد الموضوع، وقد تفيده مناقشته أصدقاءه أو أساتذته؛ فقد تتبين له بداهة فكرة استهوته، أو ضعف إشكالية حيرته، أو سؤال قد أجيب عنه ولم يطلع على مصدره. أو إفراط في التسرع؛ ولكي لا يقع في هذه المخاطرة، عليه أن يسير وفق منهجية معينة في اختيار الموضوع.يبدأ الباحث بتحديد المجال الذي يرغب أن يبحث فيه، بحسب الرغبة الفعلية فيه، وبعد ذلك يصوغ الإشكالية أي: ما يثير التساؤل في الظاهرة، وما يقتضي الإجابة عنه، ثم يضع افتراضات للإجابة عن الأسئلة بالسعي إلى إثباتها أو دحضها.إن ذلك كله ينبغي أن يكون مرتبطا بالهدف من البحث، على الرغم من أن للبحث أهدافا كثيرة يجب أن يضعها الباحث نصب عينيه وبحسب الأولوية ومنها:- يجب أن يعرف أي باحث أن كتابة بحث هي منبع إرضاء معرفي عميق ينمي الفضول المعرفي ويحفزه،