والسحب السوداء تملأ السماء وتغطي قمم الجبال. فجأة خرجت من بين الأغصان المتشابكة المتصلبة من البرد دودة صغيرة. فهي نادراً ما تخرج من بيتها في هذا الوقت خوفاً من البرد وحرصاً على حياتها. قالت الدودة للبلبل: منذ أيام وأنا أراقبك من بيتي القريب أيّها البلبل الحزين. ما بك؟؟ لماذا تظل صامتاً لا تغني في مثل هذا الوقت من كل يوم؟! عندما أراك قرب بيتي أفرح. وكأنه يخرج الهواء من أعماق قلبه. ثم التفت من جديد حيث كان ينظر. اقتربت منه الدودة الخضراء وقالت: أنت تحزن يا صديقي في هذا الوقت من كل مساء لذهاب يوم من أيام عمرك القصير. فهو يعرف قيمة الحياة وقيمة الوقت، وحتى وحوش الغابة تحب صوته الجميل. وقالت بصوتها الناعم اللطيف: أرى أنّ عليك أن تحزن أكثر يا ولدي لسبب آخر. لم يفهم ما الذي تقصد الدودة أن تقوله. وكان في عينية علامات استفهام كبيرة. اقتربت الدودة شيئاً قليلاً حتى أصبحت قريبة من طرف الغصن الذي يقف عليه البلبل. ضحكت الدودة من أعماق قلبها. ثم قالت للبلبل وقد اصفرّ وجهه: أرأيت؟! أنت تحب الحياة أيها البلبل حتى في هذا الوقت الذي يحزنك. فاسعد يا صديقي بكل أوقات الحياة. التفت البلبل إليها وقد هدأ خوفه وعادت الابتسامة تعلو وجهه الجميل. صاحت الدودة بفرح بصوت عال جداً غير معتاد من دودة مثلها حتى سمعها كل سكان الغابة، علمت حيوانات الغابة بهذا الحوار. وكان يرويها جيل بعد جيل.