رواية أشاوس شولوس من تأليف مليكة بوسيس بعدما سموك شولو الفينيقيون، قال الأب: أتممت كل أشغالك يا ولدي؟ يكملون طعامهم يزيده المزاح والضحك نكهة ولذة، يبقون متجمعين يأكلون تارة ويتسامرون تارة أخرى. في هذا الوقت بقي يونس صامتا يسمع لكلام أبيه وهو يفكر بعمق. لم يكن يعرف شكل ابنة شيخ القبيلة ولم يتعرف إليها شخصيا من قبل لكن صيتها الحسن وشجاعتها يحكى به بكل قبائل المنطقة. فقط كان يتحسر لتمنيه لو كانت تلك الفتاة الساحرة التي رآها البارحة هي من ستكمل معه مشوار حياته. لكن يطرد الفكرة من باله ويقول في نفسه: الأهم مصلحة القبيلة. كيف أصبحت أخي؟ وقالت بنفسها: علي أن أمسح هذه اللحظة نهائيا من ذاكرتي المهم أن أُرضي والدي. الشيخ السعيد وأيضا يونس يتفقدون كل الناس بنظراتهم الثاقبة، وقد لاحظا كلاهما عدم وجود ابن حمدان معهم كما لم يروه قد حضر للوليمة، وحتى كل التفاصيل الصغيرة المعتادة عليها بحياتها اليومية، أحست بالاطمئنان لكلامه كبلسم يخفف آلامها وتمنت أن يكون لها ذرع الأمان ومنبع الحنان. رحب الشيخ السعيد بالفكرة وأيضا يونس وكل العائلة، وأيضا أعلم الجميع وأطلب منهم أن يسمحوا لبناتهم ونسائهم بدراسة القرآن فالتعليم ليس حكرا على الذكور فقط. ويقول بنفسه كل يوم أكتشف بها ميزات مثالية لأحمد الله أنها كانت من نصيبي. الشيخ السعيد: تعال معي بني يونس أريد أن أكلمك. جلس الأب ثم جلس يونس أمامه. غدا بعد صلاة الفجر سأسافر مع الطيب وعمر مثل المرة السابقة، أما مزيانة فهي تحفز كل البنات على تعلم القرآن لما يعكسه من نور على حياتهم بالدنيا والآخرة. وتتجه نحو كل التجمعات السكنية المكونة لمدينة "القل"، يرد عليها الشيخ السعيد: بوركت يا ابنتي إن شاء الله سيكلل الله كل خطواتك بالسداد يا رب.