الذي سيربكني أشهراً طويلة بعد ذلك, يتقافز بين الجراحة و الباطنية, لكني اخترت القسم الاخير او اختارني لاعمل فيه حتى انال تخصصاً. لزيادة الدخل وملء احساس الطبيب بانه يملك مهنة جذابة وذات عائد , بعد سنوات الدراسة الطويلة التي أنهكت موارد الاسرة. بين عيادات زملائي القدامى, لكن ذل لم يكن يرضيني ومازلت بلا اسم ولا بريق و عربة خاصة استخدمها وحدي وحين أشاء. كان عز الدين موسى , عيادة بمواصفات الحي نفسه, وكان قد تعاقب على عيادته تلك عدد كبير من الاطباء الذين عملوا في الساحل , حدثني عز الدين بامر تلك العيادة بعد ان خلت ذات يوم بحصول شاغلها الاخير, على عقد عمل في دولة عربية خليجية, اشتريت مولداً صغيراً مستعملاً للكهرباء من هندي اسمه برد شاندرا, كان من بقايا هنود المدينة الذين قطنوها منذ زمن بعيد, كان يتاجر بالمولدات الكهربائية و الات التكييف و التدفئة و المرواح, في محل بلا اسم يملكه وسط مدينة وكان جافاً, وعدائياً ويقسم بالطلاق ثلاثاً في كل وقت, اسوة بالتجار جميعهم حتى لو كانوا هنوداً بوذيين, وباعني سلعته المستعملة , , بمبلغ كبير لم اكن املكه حقيقة واستدنته من احد الزملاء القدامى, وجلسنا انا وعز الدين موسى الذي يعمل ايضا ممرضاً بالعيادة, بعد ذلك ايما قاربت الشهر , على كرسيين قديمين من البلاستيك المقشر, امام باب العيادة بلا عمل, ويحدثني عن زبائن بلا عدد سيأتون حتماً في احد الايام, وايضا شح المال عندي وعنده , انه يجوس بقدمية في الحي يطرق بيوتاً عديدة يعرف ان فيها مرضى مزمنين, او لا استجابات على الاطلاق. وجمعيات الاعمال الخيرية , دخول و خروج عيال عز الدين و اقرابة الزائرين الذين كانوا يستخدمون باب العيادة المفتوح على البيت, وقالوا انهم حتماً سيعودون ويسجلون المزيد, ويطالبونني بتسديد ضرئبي الوطنية اخر العام. سيصادقني بعد ذلك حتى الجنون , ويدخلني داهاليز لم اكن اظن انني سادخلها يومياً,