رمزية الكلمة سواء أكانت هذه الأشياء أحداثاً actions أم أفكاراً ideas هذه العلاقة الرمزية بين الكلمات والأشياء والأفكار ، تشترك في الحقيقة مع طائفة أخرى من النظم يصدق عليها ما يصدق على الكلمات من حيث كونها علامات اصطلاحية يستعان بها في توصيل دلالات صطلاحية أيضاً وسواء اتسعت دائرة هذا الاصطلاح أم ضاقت ، هذه الأنظمة المختلفة تشترك مع الكلمات في طبيعة الأصل الذي يقوم عليه كل منها ، الكلمة هو في الواقع جزء من علم أوسع وأشمل هو السيمولوجيا nemology أو السيميوتيك (1)semiotics وهو ما أدركه الجاحظ ( ب ٢٥٥ هـ ) مجمعه تحت مصطلح و البيان ، إذا البيان كما يقول : اسم جامع لكل شيء ، كشف لك من قناع المعنى ، ، أو هو : الدلالة الظاهرة على المعنى الخفى (٢) ومن ثم فكل دلالة على المعنى بأي نظام ، فهي عنده بيان ، وينتهى إلى أن هذه الكلمات السبع ما هي إلا رموز لهذه الأرواح البشرية (۱) . ولأمر يتصل بذلك أيضاً سمى ابن سينا ( ت ٥٤٢٩ ) كتابة بالإشارات ، بل تدل هذه التسمية في ذاتها على إدراك لطبيعة العلاقة الرمزية بين الكلمات ، أو بعبارة أخرى ، مثال ذلك ، وهو الجوع، وإنما كانت هذه العلاقة طبيعية . لأن المنطق والعرف كليهما لا يدخلال في التفريق في المعنى بين تقلص يدل على الجوع وأخر يدل على المخص مثلاً ولكن الإحساس الطبيعي هو الذي يفرق بينهما . لو المالي ، سمتا و اعلاقه منطقيه من ترمز وما يدل عليه كأن تنظر إلى ترى سبحانه و کنه تلون التوقع المطر وين كانت بيضاء صافية كان لها معنى حر والربط بين بون السحاب ، العقلي الذي يتخد من الزمر وإرتباطه بعلاقة منطقية أساساً له - النوع الثالث من أنواع العلاقة بين الرمز والمعنى هو العلاقة العرفية أو الإصطلاحية وهذا النوع من العلاقة يتصل باللغة أكثر من النوعين السابقين فالعلاقة بين الكلمة وما تدل عليه هي علاقة غير طبيعة ولا منطقية ، أو كما يقول علماء اللغة المحدثون arbitrariness() أي هي علاقة تختلف بإختلاف اللغات ، إذ لو كانت العلاقة بين الكلمة وما تدل عليه طبيعة أو منطقية التوحدت الدلالات في كل لغات البشر. porte وفى الفرنسية ، بإعتبارها رموزاً المفكرين واللغويين في كل زمان ومكان ، واتخذت لنفسها أحياناً صورة القضايا الدينية وأحياناً أخرى صورة المجادلات الفلسفية أو الأدبية أو اللغوية وكان مدار البحث فيها عن طبيعه هذه العلاقة التي تربط بين الكلمه وما تدل عليه ولأن هذه العلاقه و طبيعته هي علاقه رمزية ، بل تصله بيبني جنسه صلة وثيفة ، بحيث تجعل منهم مجتمعاً إنسانياً متعاوناً و متفاهماً ، كما تميزهم عن سائر المخلوقات الأخرى وتسائلوا جميعاً عن طبيعة تلك العلاقة التي تربط بين الكلمة وما تدل علي - فأما عند اليونان فقد سيطر تجاهان أحدهما ، ينادي بالعلاقة الطبيعية بين الكلمات وما تدل عليه ويظهر هذا الاتجاه فيما يرويه أفلاطون في محاورته عن ستاده سقراط الذي يبدو أنه كان يميل إلى هذا الرأى وأما الاتجاه الثاني فكان أصحابه يرون أن الصله بين اللفظ والدلالة ما هي إلا علاقة اصطلاحية عرفية اتفق عليها الناس وقال مهد الاتجاه أرسطو الذي استند إلى دلالة الكلمة في تقسيم أجزاء الكلام باعتبار أنه نيست مجرد أصوات منطوقة ، وإنما المعنى جزء لا يتجزأ منها ، ومن ثم فالاسم والفعل هما يعنى في نفسهما عنده . أما الحرف فليس له معنى في نفسه والفرق بين الاسم والفعل يرجع أيضاً إلى الدلالة ، كما رأينا ، على العلاقة بين الكلمة ومعناها . يجد فيه خلافاً حول تعليم الأسماء وتعليم المسميات ، وخلوصاً بعد ذلك الخلاف إلى القول بتوقيفية اللغة وإلى أن الله تعالى علم آدم أسماء الأجناس التي خلقها . وكان زعيم هذا الاتجاه في العربية ابن فارس ( ت ٣٩٥ هـ ) (٢) ويقول فتدريس من القديس توما الإكويني إنه كان يزعم أن الأسماء يجب أن تتفق وطبيعة الأشياء (۳) كما كان الاهتمام بالعلاقة بين الكلمة ومعناها في إطار الحضارة الإسلامية كبيراً شغلت به عدة بيئات علمية لأسباب متنوعة لكنها تنتهى جميعاً إلى البحث في طبيعة الدلالة وعلاقتها بالكلم والأصوليون كتبوا أبحاثاً مستفيضة في مقدمات كتب علم أصول الفقه ، في إطار تعرفهم على الدلالة كوسيلة لفهم النص الديني واستخراج الأحكام (1) أما الفلاسفة والمتكلمون فقد اطلعوا على آراء أفلاطون وأرسطو وغيرهم من فلاسفة اليونان وقد كرم جلال الدين السيوطي في كتابه المزهر فصلاً كاملاً ، من المعتزلة ، في قضية اللفظ والمعنى قائلاً إنه ذهب إلى أن بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية حاملة ، للواضع على أن يضع الكلمات وأنه إذا لم تكن هناك علاقة ضرورية وطبيعية بين اللفظ والمدلون هي التي حملت الواضع على أن يضع هذا الاسم لهذا المسمى ، لكان تخصيص الاسم المعين بالمسمى، المعين ترجيحا بغير مرجع (2) . فقال أجد فيه بياً شديداً وأراه الحجر (7) . إلا أن بعض العلماء المسلمين رأوا أيضاً أن العلاقة بين الكلمةوما تدل عليه إنما هي علاقة اصطلاحية ، وأن الناس تواطأوا على الربط بني الكلمة وما تدل عليه . ولا للكلمة الواحدة معان كثيرة (1) . وبين هؤلاء وأولئك من الفلاسفة والمتكلمين نجد طائفة من علماء العربية يذهبون إلى أن بين الكلمة ومعناها مناسبة طبيعية أيضاً ويستمدون شواهدهم على ذلك من كلمات كثيرة تشير إلى المناسبة الطبيعية بين الكلمة وما تدل عليه. وتلميذه سيبويه . وأعلم أن هذا موضع شريف لطيف ، كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومداً فقالوا صر وتوهموا في صوت البازى تقطيعاً ، فقالوا صرصر وقال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان إنها تأتى للاضطراب والحركة نحو النقران والغليان والغثيان، تقابلوا بتوالى حركات المثال توالى حركات الأفعال (۳). في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البشكي والجمزى والولقى (۳). - وقد ذهب مذهب الخليل وسيبويه وابن جني طائفة من الباحثين في فقه اللغة العربية وأسرف بعضهم في هذا إسرافاً زائداً أخرجهم عن دائرة البحث العلمي المبنى على الحقائق إلى دائرة الخرافة المبنية على الأوهام (1). ولن ندخل هنا في تفاصيل هذه المذاهب وتعددها وكثرتها من الوضعية الإنجليزية والأمريكية إلى التحليل النفسي عند فرويد ، والنفسية التحليلية عند يونج، إلى فلسفة الصورة الرمزية عند كاسيور ، وإنما يهمنا هنا الجانب اللغوى وحده ، وفيه حاولا وضع نظرية للعلامات والرموز . كما قدما عدداً من التعريفات للدلالة . ا – الرمز نفسه، - - المحتوى العقلى الذى يحضر في ذهن السامع حين يسمع هذه الكلمة ، وقد يطلق عليه المقصود أحياناً . - ( الشيء أو الموضوع ) - ( الرمز أو الكلمة ) (۲)والمهم في هذا الشكل هو أنه ليست هناك علاقة مباشرة بين الرمز وبين ما يدل عليه . أو من الناحية اللغوية بين الكلمات والأشياء . حيث ترمز الخطوط المتقطعة إلى هذه العلاقة المفترضة بين الكلمة وما ترمز إليه ، - فإذا انتقلنا إلى العالم اللغوى دى سوسير De Saussure باعتباره من مؤسسي علم اللغة الحديث ، - الصورة السمعية التي تدعو الفكرة (1) وبين الفكرة، وبالتالي تصبح الكلمة عبارة عن : علامة لغوية ، بحيث أننا عندما تفرق تفريقاً أساسياً بين فكرتين ، فالتفكير دون كلمات أو علامات يصبح عالماً غائماً ويرى دى سوسير أن ه العلامة اللغوية : لا تخلق وحدة بين اسم ومسمى ، يقابل الرمز ، وتتوقف قيمة كل رمز أو علامة على وجود سائر الرموز ، وضرب دی سوسير لذلك مثلاً بقطعة من ذات المخمسة فرنكات هذه القطعة يمكن استبدالها بكمية معينة من أشياء مختلفة كالخبز مثلاً كما يستطيع نا نقاربها أيضاً بقيمه مماثلة من نفس العملة كقطعة ذات فرنك واحد مثلاً أو قطعة من عملة أخرى كالدولار مثلا (1) - وعندما تحدث بلومفيلد Bloomfield عن العلاقة بين الكلمة وما ترمز إليه قال إن معنى الكلمة ينبغي أن يعرف عن طريق أحداث عملية فسيولوجية أو فيزيقية مرتبطة بها . وما قد يصحب ذلك من عطش وغيره من النواحي الفسيولوجية بل يرى أن الأفكار والتصورات كذلك ينبغي أن يعادوصفها بكلمات فيزيقية وحتى الحب والكره وما إليهما ينبغى وصفهما بمثل هذه الطريق . إلا عن طريق عناصره الكيميائية المكونة له (1) . مثال معروف مشهور عن جاك وجبل والتفاحة (٢) . - وقد تأثر بلومفيلد في تصوره للعلاقة بين الكلمة ومدلولها بالمذهب السلوكي المادى ، وخاصة الظواهر المادية ، وكان يرى أن اللغة في ذاتها تستطيع أن ترشدنا إلى المنهج السليم في دراستها ، ودون الاستعانة بأية وسائل أو مناهج أخرى (۳) . ، ولكنه طور هذا المصطلح إلى مفهوم خاص يتفق مع تصوره عن اللغة (2) . - ومن ثم فهو يرى أن الكلمة ليست بذات معنى مستقل قائم بذاته ، وأن وجودها ومعناها شيئاً نسبياً ، يمكن ملاحظة كل منهما في سياق غيرهما من الكلمات والمعاني ، أو عن طريق التقابل بينهما . كالإشارات والحركات الجسمية أو الضحك أو الغمز أو غير ذلكوهذه الظروف والملابسات ، برأى غيرت في اللغة ووظيفتها ، فهي ليست أساساً وسيلة للتعبير عن الأفكار ، وإنما هي سلوك وعمل (٢) . ولذلك كان ينظر إلى النطق بالكلمة على أنه عمل لا يقل أهمية عن أعمال الإنسان الأخرى التي يكتمل معناها في ظروف السياق أو المقام (۳). - أما علماء اللغة المعاصرون فقد نظروا إلى دلالة الكلمة من خلال التركيب ، كما فعل علماء اللغة خلال النصف الأول من القرن العشرين، وإنما سلموا بالعلاقة الإصطلاحية بين الكلمات والدلالات . غير أنهم توصلوا إلى منهج خاص في تحليل الكلمات لأنهم رأوا أن مثل هذا التحليل قد يؤدى إلى فهم أعمق وأكثر دقة لطبيعة التراكيب اللغوية ، - الأفكار الخضراء العديمة اللون تنام بعنف (۲) The colourless green ideas sleep furiously وهي جملة صحيحة كما نرى من الناحية النحوية والصرفية ، مع أنها تتألف من كلمات لكل منها دلالتها الواضحة وهي في حالة الإفراد ، ولكنها أصبحت بلا معنى عندما ركبت على هذا النحو ، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم وجود توافق بين معانى الكلمات المكونة لها . وهذا يؤدى إلى أن هناك توافقاً بين بعض الكلمات ، بل هناك أجزاء أخرى من الكلام لها أهميتها مثل الحروف والضمائر والأسماء الموصولة وغيرها ، ومع ذلك ، فقد استفادت الكلمة المفردة من هذا المنهج في التحليل الذي ما زال متبعاً في دراسات علم الدلالة للوصول إلى العناصر الدلالية المكونة للكلمات . - صفوة القول إذن أن فكرة العلاقة الرمزية بين الكلمة ومدلولها هي ما اسفر عليه الفكر اللغوى ، أو بعبارة أخرى ، بين الكلمة ومدلولها (1). ومعنى هذا أن الجانب الرمزي من الكلمة جانب أساسي باعتباره قادراً على أن يحرك دلالات أخرى غير تلك التي يشير إليها ، على أساس أن الرمز بالنسبة للكلمة ما هو إلا نوع من الإشارات العقلية التي يمكن نطقها ، وهي في نفس الوقت تحوى ذات الأشياء التي يشير إليها الرمز . - غير أن الكلمات بهذا الاعتبار تختلف دلالاتها وتتغير وتتطور عبر الزمن والاستعمال ، ولذلك نجد علماء اللغة يفرقون بين الدلالة المعجمية للكلمة ودلالتها الاجتماعية . المعجم للكلمة .