أسرع أحمد الى الباب عندما رأى والده يفتحه،ماهذه الأشياء التي تحملهافي يدك؟ربت الأب على كتف احمد وقال: انها لعبتان،واحدة لك والأخرى لأخيك عادل،وعندما رأى أحمد لعبته فرح كثيرا ثم نظر الى لعبة أخيه عادل وقال:أنا اريد هذه اللعبة،نظر احمد إليهما في غضب وقال:إذن انا لا اريد شيئا،اقترب منه عادل وقال له بحكمة الأخ الأكبر:خذ اللعبتين يا أحمد والعب بهما،كف احمد عن البكاء وأخذ اللعبتين وجرى مسرعا الى غرفته،ووضعهما في دولاب اللعب الذي كان مزدحما باللعب الكثير . وفي اليوم التالي حضر نبيل صديق احمد الى البيت،وعندما رآه احمد جرى مسرعا الى والده وطلب منه ان يشتري ملابس جديدة مثل ملابس نبيل،قال والده:ولكنني اشتريت لك ملابس جديدة كثيرة ودولاب ملابسك مليئ بها.ظهرت علامات العضب عل وجه أحمد واتجه الى غرفته وهو حزين.وفي المساء بدل احمد ملابسه ودخل الى فراشه لينام ،وقبل أن يغمض عينه شعر بحركة وسمع اصواتا تبدو كالهمس،نظر احمد حوله ليعرف مصدر الصوت،فوجد دولاب الملابس مفتوحا ،وكذلك دولاب اللعب ،ورأى الملابس واللعب وكل الاشياء الخاصة به تستعد للرحيل. اندهش احمد وجلس يراقب مايحدث ،وعندما اقتربت الاشياء من باب الغرفة قام احمد مفزوعا وقال :لماذا تغادرون حجرتي؟انتم ملكي واشيائي ،لماذا ترحلون؟ ردت إحدى اللعب وكانت عبارة عن عروسة جميلة قد أخذها احمد من ابنة عمه عندما اخذ يبكي ويقول:انا اريد هذه اللعبة،قالت اللعبة:أنت ياأحمد ولد فقير،وينقصك شيء جميل وغالي ،قال احمد:ولكني معي نقود كثيرة أدخرها في حصالتي،وعندي الكثير من اللعب والأشياء الجميلة التي أحتفظ بها،قالت اللعبة:أنت لاترى إلى نفسك،وتريد الحصول على كل الأشياء التي تحتاجها والتي لا تحتاجها.ولقد أخذتني من إبنة عمك التي كانت تسعد باللعب معي،وكنت اسعد انا ايضا باللعب معها ومه أصدقائها،أما انت دائما تغلق علي الدولاب وتجعلني أختنق من كثرة الزحام،ولا تلعب بي ولا تجعل اصدقائك يلعبون بي.وفجأة جرى أحمد ناحية الباب عندما حاولت إحدى بدله القديمة فتح الباب ،وقال:لماذا تريدين الرحيل انت ايضا ؟قالت:أنا واحدة من ملابسك القديمة التي تملأ دولابك وأنت لا تريدنا،فلماذا تحبسنا هنا؟ولماذا لم تفكر في جارك سامح الذي يحتاجنا اكثر منك ،لأن والده لا يستطيع شراء الملابس الجديدة له ،أرجو أن تخلع ثوب الأنانية لكي ترى من حولك.نظر أحمد الى الأرض في خجل وقال :هل أنا سيئ الى هذا الحد؟ردت عليه الأشياء قائلة:افتح لنا الباب يا أحمد،لقد صممنا على الرحيل،