والمدرسة هي المؤسسة التربوية الرسمية التي وكلها المجتمع بثقافته لتقوم بعملية التربية والتعليم والسلوك القويم القائم على القيم والمعايير الاجتماعية التي تحددها ثقافة المجتمع ويلاحظ هنا أهمية وأثر اليوم الأول أو الأيام الأولى في المدرسة حين تتم بالفعل عملية الانتقال من المنزل الى المدرسة حيث حياة جديدة وخبرات جديدة * ان الذهاب الى المدرسة يعتبر بداية رحلة تعليمية طويلة سوف تنتهى بالطفل الى راشد . وتلعب المدرسة دوراً هاماً في حياة الطفل حيث تعلمه أنماطاً كثيرة من السلوك الجديد والمهارات الأكاديمية وتوسع حصيلته الثقافية وتمكنه من ممارسة العلاقات الاجتماعية في ظل اشرافها وتوجيهها . والمدرسة في نفس الوقت تتطلب قدرا مناسبا من استعداد الطفل واعداده للتوافق مع الحياة الجديدة - ويلاحظ أن اتجاهات الأطفال نحو الالتحاق بالمدرسة تكون عادة ايجابية - فالغالبية منهم يدخلون المدرسة بشغف ولهفة وبعد طول انتظار وفي نفس الوقت يلاحظ أن قلة منهم لا يرحبون بهذه الخبرة الجديدة ، ويظهر ذلك في شكل بعض المشكلات السلوكية كالتعلق بوالديهم والبكاء عندما يتركونهم في المدرسة ويهمون بالانصراف . وربما يرجع ذلك الى عدم التعود على البقاء مع جماعة أكبر من الأطفال أو التعامل مع راشد غريب أو الخوف من عقاب المدرس كما يكون قد سمعه من بعض سابقيه ويوصى بقيام الأم بزيارة مع طفلها الى المدرسة قبل بدء دخولها فعلا أو مكث الأم مع طفلها لمدة ثلث ساعة مثلا في بداية أول يوم في المدرسة لأن ذلك يخفف من ردود لفعل الانفعالية للانفصال عن الام في أول يوم يدخل فيه الطفل المدرسة. أما عن التذكر فانه ينمو من التذكر الآلي الى التذكر والفهم وتزداد قدرة الطفل على الحفظ، ويميل الى التعميم السريع وينقاد في تعميمه هذا من حالة فردية مرت به الى الحالات كلها .