تعد منطقة «العين» بما تضمه من واحات، مفردات جمالية ومعمارية لا يدرك جمالها ولا يعرف قدرها إلا من اضطر إلى ركوب الرمال المتحركة وسط الصحراء. ولا تتفق المصادر والأدلة التاريخية على تاريخ نشأة الواحات في منطقة «العين»، أو كيفية تطورها ومتى بدأ استيطانها، لذا من الصعب القول إن واحة بعينها هي أولى الواحات. ومع ذلك ليس هناك ما يجعلنا نستبعد فرضية أن واحات مدينة «العين»، وخصوصاً واحة الهيلي كانت مأهولة بالسكان منذ 5000 عام، إذ إن المؤكد أن هذه المنطقة كانت مهداً لحضارة زاهرة، والمعروف أن الحضارات لا تنشأ إلا في الأماكن التي تتوافر فيها مقومات الاستيطان، تشير الشواهد التاريخية إلى أن أغلبية واحات «العين» كانت مأهولة بالسكان منذ نحو 3000 عام، ورغم أنه لا توجد أرقام محددة عن عدد السكان؛ فإن المقابر الموجودة والمباني الأثرية تدل على نوع من التمركز السكاني والحياة المزدهرة. عرفت مدينة العين على مر العصور، بأنها مهد الحضارة ومدينة التاريخ، وتميزت كواحات مزدهرة تجذب إليها الأهالي والرحالة والتجار والمسافرين للاستراحة، وهو ما أكدته التنقيبات والمكتشفات الأثرية، التي دلت على أن «العين» منطقة تنبض بالحياة منذ أكثر من 5000 عام.