البطالة البطالة بمفهومها العام تعني "عدم إيجاد عمل للباحثين عنه والقادرين عليه"، ويختلف تعريف البطالة من منطقةٍ إلى أخرى، فحسب تعريف الدكتور" رايموبارين" فإن البطالة هي عبارة عن التوقف اللاإرادي عن العمل تبعاً لفقدان الشغل، تعاني مجتمعات أغلب الدول النامية من هذه الظاهرة، خاصةً وأنّ البطالة تصيب عنصر الشباب والشابات، وهذه الفئة العمرية هي التي تمثل القوى العاملة في أي مجتمعٍ، فإذا كانت هذه القوى لا تعمل ومتعطلةً عن العمل، فإنّ ذلك ينعكس على اقتصاد هذه الدول فيكون النمو باقتصادها بطيئاً جداً مما يزيد من نسبة البطالة بين شبابها. أسباب البطالة إنّ طبيعة الأنشطة الاقتصادية التي يعمل بها الشعب هي التي تتحكم بفرص العمل، فبعض الأنشطة الاقتصادية توفّر فرص عملٍ أكثر من أنشطةٍ اقتصاديةٍ أخرى، فالدول التي يعتمد اقتصادها على الصناعات تتوفر بها فرص عملٍ أكثر من الدول التي يعتمد شعبها على حرفة الزراعة. لذلك نجد أن نسب البطالة مرتفعة جداً في الدول الزراعية. كما أنّ تفشّي الأميّة بين الشعوب يساهم بشكلٍ كبيرٍ في ارتفاع نسبة البطالة، فتدني المستوى التعليمي يحول دون وضع برامج للتدريب والتأهيل لمواكبة متطلبات سوق العمل المتجدد والمتغير في ظلّ التقدم التكنولوجي السريع. أضرار البطالة لا ينحصر تأثير ارتفاع نسبة البطالة على النمو الاقتصادي في الدولة فقط، بل يتعدّى ذلك إلى التأثير المجتمعي فيتسبب بخلق الكثير من الأمراض الاجتماعية بين الشباب، فهناك علاقةٌ بين البطالة والفقر والجريمة، وكما قال المفكر الفرنسي روسو" إن الفقر هو أهم الجرائم، وإن المجرمين قلةٌ في ولايةٍ منظمةٍ تنظيماً حسناً "، ويقول داكاردا" إن السرقة هي عادة جريمة الفقر". من خلال ذلك تكون العلاقة بين الفقر والبطالة علاقة طردية، فكلما زادت نسبة البطالة زادت معدلات الجريمة. قد ذكرت إحدى المجلات الفرنسية " إنّ السكان الذين لا يأكلون عند جوعهم، أو يتغذون غذاءً سيئاً لا يكونون في مستوى حل مشاكلهم"، ويعتبر عنصر الشباب الفئة الأكثر عرضةً إلى الانحراف بسبب الفراغ، فينصرف الشاب إلى اللهو وتناول المخدرات حتى يصبح خطراً على أسرته وعلى المجتمع الذي يعيش فيه. ما نشاهده اليوم من مظاهر التطرف لهو دليل قاطع بأن أغلب من وصل إلى مرحلة التطرف من الشباب، هو من عانى من الفراغ وكان الانصراف إلى التطرّف كمخرجٍ له من الأزمة النفسية التي يعيشها، علماً بأن ذلك ليس بمبررٍ لتعطيل الإنسان لعقله وانسداد الأفق أمامه.