فانتهيت في الطريق إلى شجرة ظليلة فآثرت أن أستريح في ظلها بعض الوقت. وإذا بي ألمح شيخًا إلى جوار جذع الشجرة يبكي بكاءً حارًا وعن يمينه كلب ممد على الأرض. وأشفقت على الرجل وأقبلت عليه في لهفة أستطلع شأنه لعلي أستطيع أن أخفف عنه ما به، فلما سألته عن حاله أجابني بصوت متهدج تخنقه العبرات: كلبي! كلبي! إنه صاحبي الوفي إذا ما غدر الأصحاب. إنني لا أحتمل أن أراه في هذه الحالة الشنيعة. فقلت: وما بال كلبك يا سيدي؟ وماذا أصابه؟ فقال: كلا. ولكنه يموت من الجوع ولا يجد من الزاد ما ينقذ حياته. فأخذت أواسي الرجل بما حضرني من كلمات العزاء والمواساة،