في عقود ماضية كان بإمكان أمين المكتبة أن يعرف خبايا ودهاليز مكتبته بالاعتماد على ذاكرته أو استخدام أقل الأدوات للوصول إلى محتوياتها. وكل وعاء من هذه الأوعية له خصائص ومزايا تستوجب إيجاد الأدوات والطرق التي تنظم محتوياته. وذلك لتلبية احتياج المستفيدين في الوصول إلى ما يريدون من معلومات بأقل جهد وتكلفة، ومن جهة أخرى التسهيل على الاخصائيين العاملين في هذا الحقل. لذلك كانت الفهرسة بمثابة الساعة البيلوجية أو الحيوية لإعداد وتنظيم هذا المحتوى فنياً بكافة أشكاله وأنواعه. وتتخذ هذه الفهرسة مسارين هما: الفهرسة الوصفية التي تعنى بوصف الكيان المادي للوعاء أياً كان، وقد كشفت الدراسات ذات العلاقة باستخدام المكتبات ومراكز المعلومات أن 90% من الاستخدامات تطلب الحصول على معلومات في موضوع ما، خصوصاً في ظل تنامي وتزايد الإنتاج الفكري من جهة ومن جهة أخرى تنوع وتعدد الاوعية مما قد يشير إلى ارتفاع نسب الاستخدام لأبعد مما ورد في الدراسات أعلاه. ومن هنا فإن التحليل الموضوعي بات هو المدخل الرئيس لأي نظام معلوماتي بغض النظر عن المداخل الأخرى التي برغم أهميتها لم تعد تشكل نسبة كبيرة في عمليات الاستخدام داخل تلك المكتبات والمراكز وبنوك المعلومات. وسنحاول في هذه الورقة عرض مفهوم التحليل الموضوعي من خلال البيئتين التقليدية والحديثة من خلال عرض أهم المواضيع ذات العلاقة بموضوع التحليل الموضوعي فيهما مثل خطواته وأدواته وأهميته ووظائفه ومفهومه.