التدوين التاريخي في وادي الرافدين بدأ مع ظهور الكتابة في وادي الرافدين و وادي النيل، حيث تم تدوين شؤون الحياة المختلفة، بما في ذلك أحداث الماضي. أولى الكتابات كانت بالخط المسماري في العراق القديم، والخط الهيروغليفي في مصر القديمة. تطورت الحضارات تدريجياً وبلغت أوج عظمتها في مصر والعراق. من بين أبرز الإنتاجات الفكرية لحضارة وادي الرافدين، تدوين التاريخ. رغم عدم تطبيق مفهوم تدوين التاريخ الحديث عليه، يمكن القول إن أسساً مهمة لِمفهوم التاريخ قد وضعت في حضارة وادي الرافدين. أهم هذه الأسس هو ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح "الحس التاريخي" الذي يظهر جلياً في اهتمام سكان العراق القدماء بأحداث الماضي وتدوينها. بالإضافة إلى ذلك، نجد في تدوين التاريخ في حضارة وادي الرافدين بدايات لبعض الأهداف المتوخاة من التاريخ في مفهومه الحديث، مثل اهتمام الإنسان بتتبع الأحوال الاجتماعية وتطورها وتعليل أحداث التاريخ وتفسيرها باستخدام لغة الأساطير ورموزها.