شهد العصر العباسي (750-1258 م) ازدهاراً كبيراً في الأدب العربي نتيجة للاستقرار السياسي والاقتصادي والتفاعل الثقافي المتنوع. كانت بغداد عاصمة الخلافة مركزاً علمياً وثقافياً جذبت العلماء والأدباء من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. يمكن تقسيم الأدب العباسي إلى الشعر والنثر، ### الشعر في العصر العباسي تطورت أشكال الشعر العباسي وتنوعت موضوعاته بشكل ملحوظ. من أبرز الأنواع الشعرية التي ازدهرت في هذا العصر: 1. **شعر المديح**: استمر كوسيلة للتقرب من الخلفاء والأمراء. من أبرز شعراء المديح في هذا العصر المتنبي وأبو تمام. وكان من رواده ابن الرومي. 3. **شعر الوصف**: تميز بوصف الطبيعة والحياة اليومية والتفاصيل الدقيقة. 4. **شعر الحكمة والفلسفة**: تضمن الأفكار الفلسفية والعلمية، ونجد فيه آثار الثقافة اليونانية والفارسية. أبو العلاء المعري الذي عُرف بحكمته وفلسفته العميقة. ### النثر في العصر العباسي وأبرزها: 1. **النثر الفني**: استخدم في الرسائل الأدبية والكتابات الرسمية. من أبرز كتّاب النثر الجاحظ بكتاباته مثل "البيان والتبيين" و"الحيوان". وكانت "مقامات الحريري" من أبرز الأعمال التي تجمع بين الفكاهة والحكمة. 3. **الكتابات الفلسفية والعلمية**: تأثرت بالفكر اليوناني والفارسي، 4. **الكتابات التاريخية والجغرافية**: ازدهرت بفضل جهود مؤرخين مثل الطبري وياقوت الحموي. ### العوامل المؤثرة في الأدب العباسي منها: 1. **الرعاية الرسمية**: دعم الخلفاء والأمراء للأدباء والشعراء، 2. **التنوع الثقافي**: تأثير الثقافات الفارسية والهندية واليونانية بعد ترجمتها للعربية، ما أدى إلى انفتاح الأفق الأدبي والفكري. 3. **الازدهار العلمي**: تقدم العلوم والفلسفة ساهم في إثراء الأفكار والمفاهيم الأدبية. امتد تأثير الأدب العباسي إلى مختلف العصور التالية، حيث أصبح مرجعاً للأدباء والشعراء. في الختام، يمكن القول إن الأدب في العصر العباسي كان علامة بارزة في التاريخ الأدبي والثقافي العربي، لما تحمله من عمق فكري وجمال فني.