لوجدنا عاملين أساسيين يقفان وراء هذا السر الرباني: أولهما يرجع للمسجد بذاته ويتمثل في اقتداره على أداء دوره في توجيه الحياة، هو كون المجتمع المغربي بصفة عامة قبل خضوعه لنظام الحماية لم تكن به مؤسسات اجتماعية تزاحم المسجد وتنافسه في دوره الذي انفرد به دون غيره. على الدوام حظي بعناية ربانية تتجسد في الأهمية الخاصة والعناية الفائقة التي حظي بها مند تجديد عمارته ابان الفترة الأولى التي شهدت خلالها الدولة السعدية ازدهارا مطردا في جميع الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كان منبعها رحم المسجد العتيق، والهندسة لارتباطها بعلم الفلك وعلاقته بالمواسم الفلاحية والدورات الزراعية والهندسة المعمارية، هو شاهد عصره سور تارودانت العظيم بكل ما تحمل الكلمة من معاني العظمة ابهرت الخبراء الأوربيين الذين ساهموا بخبرتهم في أشغال الندوة الدولية 1995 التي عقدت بتارودانت قبل عقدين بخصوص ترميم سور تارودانت. كذا قواد الجيش وحيسوبي الدولة وقضاتها وحجابها درسوا بهذا الجامع، أنها خرجت سلطان عصره الذي أعاد للمغرب هيبته بين الدول، أحمد المنصور الذهبي ذاته. ثم قائمة طويلة بما تبرع به ابي مروان بن عبد الملك السعدي، بعده السلطان محمد بن عبد الله وابنه المولى عبد السلام،