بروز أسرة آل ثاني العربية في أواخر القرن السابع عشر، ثم فويرط، إلى أن استقروا في الدوحة عام 1848. مع جعلته يأتلف القبائل القطرية، ولابد أن «ثاني» قد ظفر لنفسه وللمعاضيد ببعض السلطة في المنطقة المجاورة للبدع، وخلفه في زعامة آل ثاني والمعاضيد، لكي يبرز إسمه في قيادة بعض القبائل القطرية التي ساعدت محمد بن خليفة في انتزاع السلطة في البحرين 1842- 1843) وليبرز نفوذه ومكانته بين القبائل القطرية بشكل أكبر في أعقاب مقتل عيسى بن طريف. به الجميع رئيساً للمنطقة كلها»، وقد وصفه بأنه داهية، وقدراً من المعرفة بالطب. كما زار بلجريف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، ووصف بلجريف أيضا الدوحة وتقع في نصف حجمها، عموماً، فقد استمرت حالة النزاع بين القبائل القطرية وآل خليفة الذين اعتقدوا أن سلطتهم على قطر قد استمدوها بالشراء من السعوديين، وأن أهل قطر ممثلين في آل ثاني أصبحوا على تحالف مع السعوديين، وقد عين آل خليفة ممثلاً لهم في قطر هو (أحمد بن محمد آل خليفة) الذي لم يكن مقبولا عند أهل قطر لشراسة طباعه وغلظته في تعامله معهم ، ومما زاد منكره اهل قطر له اعتداء رجاله عام 1866 على قافلة للنعيمكانت في سوق الوكرة تتجهز لرحلة الغوص واستولوا على أمتعتها، وأشار عليه بعزله، وبين القبائل القطرية، التي تولى قيادتها محمد بن ثاني وابنه جاسم. ويلاحظ المؤرخون أن شخصية جاسم بدأت تبرز على نحو كبير باعتباره زعيماً وطنياً خلال هذه المعارك يسعى لاستقلال بلاده. وقد جهز آل خليفة في البحرين قوة بحريةكبيرة استهدفت شن حملة على قطر، حيث دخلت القوات المتحاربة الدوحة وخربوها وشردوا أهلها، كما نهبوا ما تبقىفيالمدينةبعدرحيلالكثيرمنسكانهاتاركينبيوتهموأموالهم. واستعدوا بعد انتهاء موسم الغوص، حيث التقى جيشهم بجيش آل خليفة في معركة «دامسه» ولم يستطع القطريون التقدم، بل إنهم آثروا التقهقر إلى قطر في خطة لاستدراج أسطول آل خليفة وبالفعل نجحت خطة القطريين ونجحوا تحقيق انتصار على قوات آل خليفة. اعتبر في نظر السلطات البريطانية في الخليج خرقاً للمعاهدة وتحدياً لهيبة ونفوذ بريطانيا، لذلك طلب المقيم السياسي «لويس بيللي» قوة من حكومة الهند مع تفويضكامل باتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع حاكمي البحرين وأبو ظبي، باعتبارها مصدر هذه المشاكل، ولماكان الشيخ محمد بن خليفة قد فَّر خارج البحرين على إثر التحرك البريطاني، فقد وقع «بيللي» مع شقيقه الشيخ علي بن خليفة تعهداً بدفع غرامة كبيرة وأن يحافظ على السلم في البحر، بدلاً من أخيه الذي لم يعد أهلاً للحكم، كما تقرر تسليم السفن الحربية التي يملكها آل خليفة للقائد البريطاني الذي تولى إحراقها. ثموقعبيلليمعاهدة نصت على: ألايقوممحمدبنثانيبأيأعمالعدوانيةفيالبحر 3. أن يحتكم محمد بن ثاني إلى المقيم البريطاني في أي نزاع، وإذا ما اختلفا بأي شأن يتعلق بدفع الأموال أو غيرها، فإنه لابد أن يحتكم إلى المقيم السياسي البريطاني بهذا الشأن. وألحق بالاتفاقية ملحقا تضمن تعهدا من الشيخ محمد بن ثاني وشيوخ القبائل القطرية بجمع مبلغا سنويا يدفع بواسطة المقيم السياسي البريطاني مقابل تامين الحماية لقطر. تندرج الاتفاقية ضمن سلسلة اتفاقيات السلم العام والهدنة البحرية التي وقعتها الحكومة البريطانية مع مشيخات الخليج العربي واتخذت منها مدخلاً لزيادة نفوذها على المنطقة طوال أكثر من قرن ونصف 3. 4.