21:56] Ghizlan Sadik: يقولون الحب أعمى. وهو يقول أصابني العمى حين أحببت. وها هو يجلس كل يوم في حجرته ليكتب مجددا ثمانية وعشرون عاما. خريج كلية تجارة القاهرة منذ سنة أعوام. بلدي يُسمى "اليهو فريك" تابع لمحافظة الدقهلية. ثم نظر إلى الحائط. وقام بتعليق الورقة بجوار سبعة ورقات أخريات بدت أنها علقت في أوقات سابقة. الورقة الأولى كتب بها اسمه وسنه وبلده وبها رفض زواجي بحبيبتي اليوم". وبجوارها ورقة ثانية بها: "رفضت للمرة الثانية". وهكذا حتى الورقة السابعة. *** بعدها أسند ظهره للخلف ونظر للأعلى، وعادت به ذكرياته إلى ما قبل سنة أعوام مضت حين كان يدرس بالسنة الأخيرة بالجامعة. وشاءت الأقدار أن يتعرف على (منى) ابنة بلدته صدفة في طريقهما من البلدة إلى جامعته بالقاهرة. سواء بقصد أو دون قصد. 18/04, 21:56] Ghizlan Sadik: حتى أفاق من ذكرياته وزفر زفرة قوية حين نظر إلى ورقة كبيرة علقها على الحافظ أسفل الثماني ورقات كتب عليها: "رفضت لنفس السبب. والد منى المجنون". *** ولكنه أكثر من عرف جنونه فمنذ أن أنهى دراسته وعزم على أن يتقدم للزواج من منى حتى فوجئ به - في أول زيارة لخطبتها ينظر إليه بغرابة ويسأله: - أنت عايز تتجوز منى ؟! فسأله مجددا عصير واضطرب كأنه لم يتوقع سؤاله. حتى رد: وحضرتك عارف إن والدي توفاهما الله وأنا صغير وعايش مع جدي. ومعفي من جيش. وحاليا بدور عن وظيفة مناسبة. وتفرق إيه عن غيرك عشان أجوزك بنتي ؟!!. ثم أنهى المقابلة بالرفض. 18/04, 21:57] Ghizlan Sadik: اعتقد خالد وقتها أن سبب رفضه للمرة الأولى أنه لم يجد الوظيفة المناسبة ولكنه تأكد أن السبب ربما يكون غير ذلك تماما حين وجد عملا وتوجه لخطبة منى مجددًا. حتى قوبل بالرفض للمرة الثانية ونفس سؤال الأب. وفيم تختلف عن غيرك. هذا السؤال الذي لم يجد له إجابة مستوفاة حتى المرة الثامنة لطلبه الزواج ، ولم يراع في كل مرة حب خالد لابنته أو حب ابنته له. حتى فاض به الكيل في تلك المرة وصاح به شايف إن ده سبب يخليك تذلنا ؟ . طب انت عايز لبنتك بطل. قولي أبقى بطل ازاي. وظهر الغضب في عينيه هتجوز منى يعني هتجوزها . غصب عنك هتجوزها. البلدة كلها تعرف غرابة أطوار هذا الرجل. يريد أن يزوج ابنته الوحيدة لشخص فريد من نوعه. أي فريد هذا ؟ . لا أحد يعلم. طالما أبوها ذلك الرجل. ومع هذا لم يطرق الاستسلام قلب خالد ولم بعد بباله سوى هذا الشيء الذي يجعله فريدا من نوعه، ويجعله يستحق منى كما يريد أبوها . لكن ما هو ؟!. لا يعلم، فلم يجد سوى أن يتوجه بالدعاء إلى الله أن يأخذ أباها. إلا أن حبه لمنى ورفض أبيها الدائم له جعل الحزن وشاحا دائما على وجهه. حتى لاحظ جده - والذي كان يقترب من عامه الثمانين، وكانا يعيشان سويًا منذ وفاة والدي خالد - حزنه الشديد بعد رفضه تلك المرة، انت لسه زعلان؟. 21:58] Ghizlan Sadik: رد خالد: مش متخيل إني أشوفها لحد غيري. ومش عارف أبوها عايز إيه. مش عارف إن زمن المعجزات انتهى.