من هو القائد عقبة بن نافع؟ وقد صرح هو نفسه بذلك حينما قالوا له: لو أقررت عقبة فإن له جزالة وفضلاً، ودعوتهم إليه، وكان لا يعرف حقيقة الإسلام والمسلمين، بعد اكتمال بناء القيروان عام خمسة وخمسين؛ ودعا بأولاده قبل سفره وقال لهم: إني قد بعت نفسي من الله عز وجل فلا أزال أجاهد من كفر بالله، وخذوا من كلام العرب ما يهتدي به اللبيب ويدلكم على مكارم الأخلاق، كما كان يترك نفراً من أصحابه يعلمون الناس القران وشرائع الإسلام، والعدل والمساواة، وأصبح من المسلمين وأغرم بالعربية فصار يتعلمها، وعلى أية حال فإن كلا القائدين كان مجتهداً في تصرفه، ظناً من عقبة بأن إسلام كسيلة ما هو إلا شكلي كان الهدف منه تحقيق مطامع كسيلة السياسية وتثبيت نفوذه في حكم المغرب بعد قدوم المسلمين. فجميع المصادر التي تذكر أن عقبة ضايق أبا المهاجر وضيق عليه ووضع الحديد في يديه، استشهاد عقبة بن نافع وأبي المهاجر (رحمهما الله تعالى): نعى عقبة نفسه إلى أولاده، فقال له: اِلحق بالمسلمين وقم بأمرهم،