إنّ بر الوالدين من أعظم العبادات وأهمّ القربات التي يتقرّب بها العبد المؤمن من ربه جلّ علاه، فالله -سبحانه وتعالى- هو العدل وهو من يعطي كل ذي حقّ حقه، وتعظيمًا لذلك الحق قرن بر الوالدين بحق عبادته وأوصى من شهد بوحدانية الله أن تكون شهادته مقرونة بالإحسان إلى والديه، وهو دليل آخر على عظم حقهما، وأن يبرّوا بوالديهم أحياءً كانوا أو أموات بالدعاء والكلمة الطيبة، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما”[3]، أي أنّ بر الوالدين لا يكون في حياتهما وحسب، بل يمتد حتى وفاتهما فدين الآباء من الديون التي لا يمكن سدادها.