لا بد أن يداري الرجل زوجته ولا بد أن تداري الزوجة زوجها ؛ وقيل : المداراة نصف العقل)، فلعلك تداري أخاك أو جارك على الرغم من أخطائه الكثيرة؛ إذ تقوم الحياة على المداراة، روي أن رجلاً جاء سيدنا عمر الله يشكو خُلُقَ زوجته، فوقف على باب عمر الله ينتظر خروجه ، فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه، والمر ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل راجعاً وقال : إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته، وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟ فخرج عمر الله، فناداه وقال: ما حاجتك يا رجل ؟ فقال : يا أمير المؤمنين، جنت أشكو إليك سوء خُلُق امرأتي واستطالتها علي، فرجعت وقلت : إذا كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟ فقال عمر الله : يا أخي ، إني احتملتها لحقوق لها علي : إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي، وليس ذلك كله بواجب عليها، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي !! قال عمر الله : فاحتملها يا أخي، فإنما هي مدة يسيرة هذه أمور عشرة تؤثر بها في قلوب القريبين منك، يؤثر الزوج فيها بقلب زوجته، وتؤثر الزوجة فيها بقلب زوجها.