مقدمة ان الانسان ككائن اجتماعي لا يستطيع العيش منفردا والأفكار القائلة بالفردانية تبقى مجرد افكار فلسفية لا تجد تطبيقات عملية لها فالتجارب الاجتماعية اثبت على الدوام انتماء الانسان الى جماعة. فالفرد والمجتمع مفهومان لا ينفصلان، إذا نقطة الانطلاق لمشكلة الحق او الحرية تكمن هنا، الإنسان الا ككائن اجتماعي. لأنه لا يمكن طرح هذه المشكلة في فرضية الإنسان المنعزل- الا من وجهة نظر ميتافيزيقية – بينما هي تطرح وبإلحاح عند الكلام عن الإنسان ككائن اجتماعي، وذلك في مجال مع الآخرين من ناحية، وفي مجال علاقاته مع مجمل الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه من ناحية أخرى. ومن سلطة تتولى قيادته. فكيان الإنسان لا يتحقق – كما يقول أرسطو - الا بمعيشته في دولة، لأن من لم يكن عضواً في دولة ولا صالحاً فهو إما إله و إما حيوان، فهو إما فوق الدولة أو تحتها . وبالتالي فإن التناقض الأساسي الذي واجه ويواجه الإنسان هو أن يكون في آن معاً فرداً مميزاً له حريته الخاصة به، وكائناً اجتماعياً للجماعة سلطة عليه. " فالسلطة ضرورية في المجتمع ، وينتظمان سوية؟ وكيف للانسان الحر بطبيعته ان يخضع لسلطة؟ وترجع هذه الحقوق الى القانون الطبيعي الذي استقت منه القوانين الوضعية أحكامها،