تُعرف الأنثروبولوجيا، اشتقاقيًا، بأنها علم الإنسان ("Anthropos" أي الإنسان، و "logos" أي العلم)، وتتعدد تعريفاتها وتشعباتها نظرًا لاتساع مجالاتها وشموليتها. فبعض التعريفات يتفق، وبعضها يختلف ويتداخل. يُعرّفها البعض بأنها علم يبحث في أصل الجنس البشري، خصائصه، عاداته، معتقداته، سلالاته، وتطوره. كما تُعرّف بأنها دراسة الجماعات الإنسانية، سلوكها، وإنتاجاتها، مع التركيز على جوانب البشر في مجتمعاتهم، تكيفهم مع بيئاتهم، تفاعلهم، وتواصلاتهم، وأنماط حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية. وتُسمى أيضًا علم الإنسان، علم الجماعات البشرية وسلوكياتها، أو علم الحضارة. لكن الأنثروبولوجيا لا تدرس الإنسان كفرد معزول، بل كائن اجتماعي يتفاعل مع مجتمعه. بعض التعريفات الأخرى يصفها بأنها العلم الذي يدرس الإنسان ككائن حي في مجتمع، مع ثقافة محددة، وسلوكياته وأعماله، ساعيةً لفهم تطوره ومستقبله، مُدمجةً الجوانب السيكولوجية، البيولوجية، الفسيولوجية، الثقافية، والاجتماعية. فهي لا تدرس الإنسان معزولاً عن بيئته ومحيطه، بل تدرس جميع جوانبه. يُعتبر علم الأنثروبولوجيا شاملاً، يُدمج العلوم البيولوجية والاجتماعية، مُدرسًا الإنسان كعضو في مملكة الحيوان وفي مجتمع. وهو علمٌ متكامل يدرس الإنسان في أبعاده البيوفيزيائية، الاجتماعية، والثقافية. وتنقسم الأنثروبولوجيا إلى قسمين رئيسيين: الأنثروبولوجيا الطبيعية، والأنثروبولوجيا الثقافية، والتي تتضمن بدورها مجالات فرعية مثل الإثنوغرافيا، الإثنولوجيا، والأحيانًا الآثار، الفلكلور، واللغويات.