في كلتا الحالتين (فان الذين ركزوا على الثقافات العالمية والذين ركزوا على تقسيم العمل على أساس الجنس)، فقد اتضح انه عند دراسة المجتمع الإنساني يجد المرء الكثير من التنوع في إشكال التنظيم الاجتماعي (وكذلك التنوع في مكانة المرأة) ولكن ضمن هذا التنوع نستطيع رؤية إشكال وأنماط متشابهة عبر المجتمعات المختلفة. وتساعدنا هذه التصنيفات العامة لخمس أنواع رئيسية من المجتمعات على فهم التشابه الأساسي ما بين التنظيمات الاجتماعية البشرية، 1- مجتمعات الصيد والجمع 5- المجتمعات الصناعية السؤال هو ما هي علاقة هذه التصنيفات ببعضها البعض؟ فان مجتمعات الصيد والجمع هي أقدم إشكال التنظيم البشري (فهي موجودة منذ بدايات الإنسانية أي منذ اكثر من 2 مليون سنة) وحتى القرن السادس عشر فقد اعتمدت معظم المجتمعات في العالم وما زالت تعتمد على الصيد والجمع. وقبل حوالي 9000 عام تقريبا ظهرت البستنة (كأول نوع من أنواع الزراعة) وبعد ذلك ظهرت في بعض المناطق الطبيعية المعينة مجتمعات تعتمد على المحراث والدابة الجارّة وليس الطاقة البشرية فقط. بالرغم من أن هناك تسلسلا تاريخيا لهذه المجتمعات لا توجد علاقة تطورية فيما بينها. والحقيقة هي ان اكثر مجتمعات الصيد والجمع كانت تعرف الزراعة ولكنها كانت تفضل عدم ممارسة العمل الزراعي وقد تحولت معظم هذه المجتمعات ضد إرادتها وذلك إما بسبب فقدانها لبيئتها نظرا للمنافسة أو بفرض من قبل المزارعين أو بسبب سيطرة المستعمرين. وكانت مجتمعات البستنة هي أول شكل من المجتمعات الزراعية التي بقيت حتى هذا القرن في مناطق بيئية محددة فقط (مثل جزر المحيط الهادي والأدغال الافريقية والامازونية).