خاص بآفاق البيئة والتنمية بعد ثماني سنوات، أصبحت مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي عنواناً لكل شاب وشابة تراوده فكرة علمية، فمع ذاك الجرم المشتعل الذي يترك أثراً كبيراً حين يرتطم بالأرض، أعلنت النيزك الثورة على ثقافة الحفظ وتجميد العقل، فأضحت عنواناً للعقول الشابة المتفتحة للعلم، ومع النيزك يزداد الإيمان بأن الاختراعات ليست حكراً على الغرب، بل العرب أيضاً يخترعون ويبدعون وليسوا مستهليكن فقط. ولأن البيئة تُسخّر تلقائياً نفسها للعلم، من المهم ان يسخر العلم نفسه للبيئة ويرد لها الجميل، فتثمر علاقتهما تقدماً تكنولوجيا صديقاً للبيئة. وقبل استعراض اهم اختراعات وأبحاث النيزك العلمية البيئية، التقت مجلة آفاق البيئة والتنمية بمدير النيزك السيد عارف الحسيني، الذي قدم اضاءات سريعة حول المؤسسة والبيئة، فبدأ حديثه حول نتيجة توصل لها الباحثون الصغار في بحث النفايات الصلبة، واصفاً ذلك بالكارثة، فالتصرف السلبي ضد البيئة يأتي مع وعي الإصرار والإدراك، وهذا ناجم عن ثقافة الغربة واللا انتماء للأرض واقتصار مفهوم النظافة على داخل جدران البيت، مؤكداً أن تغيير تلك الثقافة يتطلب حملات توعوية مكثفة. وعن دور النيزك أشار الحسيني إلى أنه يأتي في تعزيز ثقافة الوعي بالبيئة من خلال ثلاثة محاور: المسرح العلمي (عرضت المؤسسة مسرحية "دكتور جزيء" عن العلم والبيئة في الضفة وغزة) وتتطلع النيزك لتأسيس صحافة علمية، حيث لا يوجد في كل فلسطين صحافي متخصص بالقضايا العلمية. كما تساهم النيزك في نشر الثقافة والوعي البيئي من خلال الباحثين الصغار الذين يعممون ما توصلوا اليه من أفكار بيئية على محيطهم وتعميم اعادة تدوير الورق في المدارس. وتسعى النيزك إلى تعميم التجارب البيئية من خلال التعاون مع مدرسة الزبالين في القاهرة التي يرأسها عزت نعيم والتي تقوم بجمع النفايات البلاستيكية وفرمها، حيث يتأتى دور النيزك في تبادل الخبرات معهم ومساعدتهم في مشروعهم عبر تزويدهم بأفكار لماكينات فرم آمنة وفق اسس علمية. وعن مبادرة النيزك في مشروع نشر الوعي البيئي في إطار المخلفات الصلبة، فأوضح الحسيني بأنها تتمثل في إيجاد آلية لجمع النفايات من المدارس والمؤسسات، تحضيراً لإنشاء اول مصنع في فلسطين( قيد تأمين الدعم المالي الكافي) يعيد تدوير المخلفات الصلبة والورقية، ويعتمد على تشغيل الأيدي العاملة البسيطة التي تعاني من البطالة. وقد تبين بعد دراسة شملت 36 مدرسة فلسطينية، أن استهلاك الورق في المدارس يبلغ 6 طن يومياً،