تولى الخديوي توفيق حكم مصر بعد والده إسماعيل، وعَيَّن الشركسي التركي عثمان رفقي وزيرا لنظارة الجهادية (وزارة الحربية) عام 1881، وقرر إنهاء خدمة أحد الضباط الكبار، فعلم الضابطان بذلك قبل صدور القرار، فذهبا إلى منزل عرابي ومعهم جمع من الضباط، طلب الضباط من عرابي أن يذهبوا ويقتلوا ناظر الجهادية، وإن لم يقبل يرفعونها للخديوي، في 17 يناير/كانون الثاني 1881 قدم عرابي العريضة باسم الضباط لإقالة ناظر الجهادية، وكانت تلك المرة الأولى التي يتفق فيها الضباط على رفض أوامر صادرة من سلطة عسكرية أعلى، ويقسمون على الولاء له، عندما علم توفيق بالعريضة قرر محاكمة الضباط الثلاثة، بعد اجتماع لمجلس الوزراء في 31 يناير/كانون الثاني تقرر فيه وجوب تقديمهم إلى المجلس العسكري، وتولى عثمان رفقي وزير الجهادية هذه المهمة. فدعاهم ناظر الجهادية للتجهيز لحفل زفاف شقيقة الحضرة الخديوية في قصر النيل، وما إن وصلوا ديوان الجهادية حتى أحاط بهم الحرس واعتقلوهم، ثم حبسوهم داخل ديوان الجهادية. وعيَّن الخديوي توفيق ضباطا من الشركس بدل المعتقلين، وكانت وقتها العيون التي وضعها الضباط المعتقلون قد أعلمت الضابط محمد عبيد الذي أمر بحبس الضباط الجدد، وسار بالجند مقتحمين الديوان وحرر عرابي ومن معه، وبدأ الآلاي يجمعون جنودهم ذاهبين للديوان نصرة لعرابي بعد خبر اعتقاله،