بكى سلمان الفارسي، فأعجب النبي ﷺ بقصته وطلب منه أن يُسمعها للصحابة. سعى سلمان للهداية، فصحب الرسول ﷺ، مُسَخِّرًا طاقاته لخدمة الإسلام، حتى أنه عرف نفسه بـ "سلمان ابن الإسلام". اندمج في المدينة، وشارك في الحياة الاجتماعية والسياسية، وأخَّ الرسول ﷺ بينه وبين أبي الدرداء، وشارك في غزواته، وكان له الفضل الكبير في غزوة الخندق. حظي سلمان بمكانة عظيمة عند الرسول ﷺ، لأن رابطة الدين تمحو الفوارق، وقد سجل التاريخ إسهامات المسلمين غير العرب. عاد سلمان مع جيوش المسلمين فاتحًا، وقام بالترجمة، مما أدى لاستسلام مدينة إيوان دون قتال، وعُيِّن واليًا على المدائن من قبل عمر بن الخطاب. ورغم توليه ولاية بلاد الترف، إلا أنه كان زاهدًا، يتصدق من عطاء الإمارة، ويأكل من عمل يده، مُفضلاً ذلك على ثراء أبيه.