ومع تطور ذوق الإنسان بالموسيقى تطورت الآلات لتغير بالتالي المذاق الموسيقي، ازدهرت الموسيقى في العديد من دول العالم، وببحث سريع ستجد أن كل الدول لديها موسيقى وطنية. الموسيقى يتأثر بها الشخص الواحد، وتتأثر لها المجتمعات ككل. حب الموسيقى والتأثر بها يبدأ من الصغر، وحينما تصبح لديهم القدرة على الحركة بعد عدة أشهر، وستجدهم في حالة الانجذاب العاطفي لها. أحيانا يكون الاستماع من أجل الاستمتاع والهدوء، وأحيانا يكون الاستماع من أجل العلاج، في كلا الحالتين العواطف تنجرف مع الموسيقى. عزفها وسماعها تكون باستقلالية تامة عن أي موضوع آخر، الموسيقى لها ذلك التأثير على عواطف الناس، والدراسات واحدة تلو الأخرى تدل على ذلك بشكل لا مجال قلة قليلة من البشر تحرّم الموسيقى، فحتى إن وصل تحريمه إلى أقصى حدوده سنجد أن التحريم قد لا يطال الموسيقى الكلاسيكية، أو النّعي بصوت موسيقي عذب، أن تكون الكلمات المنطوقة هي مقبولة لدى المُح ِّرم، حتى وإن ذهبنا إلى أبعد من ذلك، وحُ ّرمت الموسيقى والأناشيد وأي صورة من صور الموسيقى في عالمنا، فهو ينتقي الصوت الذي يستسيغه موسيقيا، 1) لا فرق بين أنواع الموسيقى بشكل عام، كل الأصوات المقبولة دينيا تنتمي للتصنيفات العالمية من موسيقى كلاسيكية، ولكن هي بلا أدنى شك صوت موسيقي يعمل على قواعد موسيقية ما، ما السبب الذي يجعل الموسيقى مهمة في حياة الإنسان إلى درجة أنه يعيد تعريفها بأي طريقة حتى يتمكن من استماعها حتى بعد تحريمها؟ وما السبب الذي يجعل الناس حتى في أقصى حدود التحريم تجد مخرجا لتأديتها أو سماعها؟ هل هناك سبب 2) نُشرت مقالة سنة 1993 في مجلة مرموقة عن تأثير موزارت على ذكاء الناس، وبعد انتشارها مباشرة تلقفتها شركات الموسيقى، وبدأت بإنتاج مختلف أنواع السيديات بعزف موزرات وسوقت لها بقوة شديدة غير 3) السؤال هو هل هناك شيء اسمه تأثير موزارت؟ الإجابة وبكل تأكيد، ليس هناك أي تأثير من هذا النوع نهائيا، بل أن الدراسة كانت عن التأثير المؤقت لسماع موسيقى موزارت على رفع مستوى الشخص في اختبارات الآي كيو IQ، تأثير العزف على المخ من تيد التعليمي: 4) إذن تأثير الموسيقى من حيث السماع لا يتجاوز الاستمتاع بالموسيقى وإفراز الدوبامين في المخ، وأمور أخرى كلها تتجاوز التأثير البسيط التي دلت عليه دراسة سماع موسيقى موزارت، عزف الموسيقى واللغة: 5) التجارب العلمية تبين وبلا أدنى شك أن القدرات اللغوية تتحسن لدى عازفي الموسيقى، وخصوصا في ما يختص بقدرتهم على سماع وتمييز الأصوات والكلمات في وجود التشويش في الخلفية. وكذلك فإن التمارين الموسيقية تحسن من الذاكرة السمعية الوظيفية، الموسيقى في العلاج: 6) لم يبدأ العلاج بالموسيقى حتى سنة 1944 في جامعة ميتشيغان ستيت، بل إنها كانت تحسن من أحوالهم العقلية أيضا، وحتى بعد هذه البداية في استخدام الموسيقى للعلاج لم تفهم قوة تأثيرها العلاجي إلا بعد ربع قرن بعد ذلك. أو تجعلنا ننفعل، ولكن قوتها بالخصوص تتجلى في العلاج، 7) حينما تنظر إلى المريض بالباركنسون ستجدهم يتذبذبون ويرتعشون، هذه الحركة المتذبذبة تتلاشى أمام الموسيقى المناسبة لذوق الشخص، أما مرض الزهايمر والذي يبدأ تدريجيا بفقدان الذاكرة إلى أن يُمسح الكثير منها، ثم يصل إلى مسح اللغة، إلى أن يصل في النهاية إلى فقدان بعض إدراكاته بذاته، ولكن المريض لا يفقد كل شيء، ومن هذه الأشياء الموسيقى. فيمكن إحياء المريض الذي فقد عقله ونفسه بها، ويمكن إظهار عواطفه ومشاعره الجميلة بها أيضا،