على الرغم من تأكيد الأديان والمذاهب الإنسانية على ضرورة الرحمة والتراحم والرفق بين الناس، وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها الإنسانية بسبب استخدام العنف كوسيلة للتواصل، وعلى الرغم من أن أي تقدم بشري يعتمد بشكل أساسي على الاستقرار والتعاون والسلام، فإن الإنسان لا يزال يدفع ثمناً غالياً بسبب استمرار استخدام العنف كأسلوب حياة وأداة للتخاطب. إن آثار السلوك العدواني والهمجي لا تزال قائمة في أذهان وسلوكيات بعض الأفراد، حيث يتم تبني هذا المنهج العنيف في التعامل مع الآخرين. تظهر بين الحين والآخر لتقوض أمننا الاجتماعي وتعرقل تقدمنا البشري، وذلك من خلال فرض السيطرة واستخدام العنف القسري ضد الأضعف. يُعرف العنف بأنه سلوك أو فعل يتسم بالقوة والعدوانية، ويصدر عن فرد أو جماعة أو دولة، ويستهدف إخضاع الآخر وفرض السيطرة عليه في إطار علاقة قوة غير متكافئة، مما يؤدي إلى أضرار مادية أو معنوية على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول. يتناول بحثنا مشكلة العنف ضد المرأة، حيث يُعرّف العنف ضد المرأة بأنه سلوك موجه ضد المرأة يتسم بالقوة والإكراه، ويشمل التمييز والاضطهاد والقهر، ويعكس العلاقات غير المتكافئة بين الرجل والمرأة سواء في المجتمع أو في الأسرة. يتخذ العنف ضد المرأة أشكالًا متنوعة،