نوان القصة: "آية وتلك اللحظات الضائعة" كانت آية فتاة في العشرين من عمرها، عاشت حياتها كما يعيش أي شاب عادي، ليس بالطريقة التي قد يتصورها البعض، كأن تنتقل إلى المستقبل أو الماضي البعيد، بل كانت قادرة على العودة إلى لحظات معينة في حياتها، في البداية، لم تكن تعرف كيف تتحكم في قدرتها هذه. ولكن مع مرور الوقت، بدأت آية تشعر بأنها ضاعت في محاولات لا نهائية لتغيير أفعالها. كان كل قرار تعود لتغييره يفتح أمامها بابًا جديدًا من الأسئلة التي لا جواب لها. في إحدى المرات، اختلفت مع سلمى بسبب كلمة جارحة قالتها آية في لحظة غضب. شعرت بالندم العميق على ما قالته، ولكن بما أن الزمن كان تحت تصرفها، قررت العودة إلى تلك اللحظة. عادت إلى اللحظة التي قالت فيها الكلمة الجارحة، لكن رغم محاولاتها، بعد تغيير الكلمات، فوجئت بأن العلاقة بينهما أصبحت أكثر برودة، وأن سلمى بدأت تأخذ مسافة عاطفية أكثر. ولكنها لم تكن تستطيع أن تتوقف. ولكن كل مرة كانت النتيجة أسوأ من السابقة. ثم جاء اليوم الذي أدركت فيه أن التغيير المستمر لم يكن هو الحل. قد تكون الحياة قد أخذت مجراها الطبيعي حتى لو اختلفت اختياراتها. ربما كانت الندم هو ما جعلها تشعر بأهمية لحظات معينة، ولكن ليس في القدرة على تغيير الماضي بل في قبول هذه اللحظات كما هي، في إحدى الليالي، بعد أسبوع طويل من التجارب في السفر عبر الزمن، نظرت إلى الوراء، وعادت لللحظات التي جعلتها تصبح الشخص الذي هي عليه الآن. قررت آية أن تترك الزمن في مكانه. لا تسافر عبره بعد الآن، بل تختار أن تعيش اللحظة كما هي.