1- الفلسفة الاجتماعية الهيجلية ونقداً صارماً وصريحاً للثقافة ) البرجوازية الحالية من الجدير بالذكر أن أصحاب النظرية النقدية اتخذوا من الفلسفة الهيجلية محور نقدهم لكل فلسفة "فقد تجاوزوا الفكر الماركسي إلى موضوعية هيجل، فتأثير هيجل يتجلى بقوة من خلال تاريخية المجتمع " . وبنزعته الثورية التاريخية، فاستخدموها كمادة خام وأرض خصبة انطلقوا منها في تأسيس النظرية النقدية لديهم، فمعظم آراء تللك المدرسة ترجع إلى الهيجلية بأشكالها المتباينة ويتضح لنا بذلك أن هيجل احتل مكانة هامة لدى مدرسة فرانكفورت ومنظريها وذلك من خلال العديد من المقولات التي يرجع أساسها إلى فلسفة هيجل ومنها مقولة الاغتراب وهنا لا تظهر الميول الفردية فلابد أن يكون الإنسان مركزياً في واجباته، فمن الناحية الأخلاقية لا يمكن الدفاع عن أي حق في الحرية أو السعادة إلا عندما تتفق الرغبة مع أحد مظاهر الخير العامة، فاعتبر المجتمع بمثابة توازن بين هذه الاتجاهات اللا أخلاقية، والدولة هي التي لا تسمح بهذه الفوضى اللا أخلاقية، لذلك ينبغي ان تكون الدولة مطلقة، فقد ربط هيجل بين السياسة والأخلاق الاجتماعية التي هي أخلاقيات الدولة، وتظهر العنصرية في كلام هيجل، تأكيد هيجل على الأخلاق والحرية التي نادى بها في العديد من كتبه، وهو الإنحياز الواضح والصريح للدولة الألمانية. فالأخلاق عند هيجل ظاهرة اجتماعية بدرجة أكبر من كونها ظاهرة فردية فالقواعد الأخلاقية من صنع الإنسان وهي قابلة للتغيير، ونجد أن هيجل يشير إلى أن السلوك الأخلاقي نوع من السلوك الذي يخدم الغاية المتصلة باحتياجات الإنسان الطبيعية، وإصرار هيجل على الربط بين التفكير الأخلاقي وبين إدراك التنوع الأخلاقي (2) وعلى هذا المنحى قد أكد هيجل بصورة أو بأخرى على الاخلاق الاجتماعية والتي تظهر في اخلاق الدولة فقد خلص الفلسفة من قيود الشخصية المفردة التي أوقعها فيها كانط، فقد ألقى هيجل بالوعي في تجربة جماعية يخوضها الروح منذ اللحظة الأولى التي انفصل خلالها عن الطبيعة، قد عارض كانط هيجل وفلسفته العملية التي تقوم على مبدأ الواجب، بحجة ان الدولة هي مجرد مركب صناعي غريب تماما عن الطبيعة فالحياة الاجتماعية نفسها شاهدة على كذب هذا الزعم.