1- ثورة التايبينج 1850- 1864: يرى البعض أن ثورة التايبينج ليست ثورة بالمعنى المفهوم للثورات حين تتمخض عن نتائج معينة، كما يرجعها البعض إلى الرفض الصيني للحكم الإمبراطوري الفاشل ( لكن السبب الحقيقي لاندلاع ثورة التايبينج مرده الحالة المزرية التي كانت تعيشها طبقة الفلاحين والتي رفضت السياسة الاقتصادية المنتهجة من طرف الحكومة الصينية والتي فتحت الباب للتجارة الإنجليزية والتي أغرقت الأسواق الصينية بالملابس القطنية الجاهزة، وأنّه كلف بوحي مسيحي جديد لهداية ذلك العالم الضال، وكان هونج مسيحي بروتستانتي ولم يكن بمقدوره توصيل المذهب البروتستانتي لكافة اتباعه واقتصر الأمر على قلة، وقد واصل هونج سيره نحو مدينة نانكنغ؛ ثورة تايبينج لم تكن اعتباطية؛ 2- إقامة أسرة حاكمة يرأسها هونج؛ وذلك بإعادة توزيع الثروة، وتقسيم الأرض بالتساوي، وقد تجلى ذلك في التدريب العسكري الصارم الذي أخذت به الثورة جيوشها حتى أصبحت على قلتها تفوق قوات المانشو فلم يؤسسوا قواعد عسكرية ثابتة في المناطق التي استولوا عليها وهو الأمر الذي مكن حكومة المانشو من السيطرة عليها، وهذا أضعف حجم الإمدادات الواصلة إليه استهانت ثورة التايبينج بالفوات الحكومية التي شككوا بقدرتها على استعادة سيطرتها على تلك المناطق، وعلى الرغم من إقامة التايبينج لنظام ملكي موحد لدولتهم الفتية، إلاّ أنه ظهر مع بدايات عام 1856 بوادر انقسامات وصراع بين قادة الثورة كلفهم آلاف المقاتلين المتمرسين، وهذا بدعم من القوات الإنجليزية والفرنسية، التي هاجمت التايبينج حينما حاولوا اقتحام شنغهاي عام 1864، وقد حاول التايبينج الدفاع عن مملكتهم لكن الحصار والجوع بسبب نقص المواد الغذائية وانتشار المجاعة وقف حائلاً دون ذلك،