يُعد أوغست كونت أحد أبرز الفلاسفة الذين ساهموا في تأسيس علم الاجتماع من خلال رؤيته الوضعية التي سعت إلى دراسة المجتمع وفق أسس علمية ومنهج تجريبي، قام كونت بتقسيم تطور الفكر الإنساني إلى ثلاث مراحل: اللاهوتية، كما قدّم تصورًا ثنائيًا لعلم الاجتماع من خلال الاستاتيكا الاجتماعية، التي تدرس استقرار المجتمع، والديناميكا الاجتماعية، أبرزها مبالغته في تطبيق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية، وهو ما جعل بعض المفكرين يرون أن رؤيته محدودة في تفسير الظواهر الاجتماعية المعقدة. تبقى مساهمات كونت أساسية في وضع الأسس الأولى لعلم الاجتماع، مثل مناهج ماكس فيبر وإميل دوركايم، اللذين أعادا النظر في العلاقة بين الفرد والمجتمع. لا يزال فكر كونت يمثل حجر الأساس لفهم تطور المجتمعات، لكنه بحاجة إلى تكامل مع رؤى أخرى تأخذ في الاعتبار التعقيد الإنساني والبعد الثقافي والتاريخي للظواهر الاجتماعية.