وبعد هدنة بين الروم والحمدانيين، عاد القتال بعنف فحاصر الروم أبا فراس في منبج حتى سقطت قلعته وأُسر ثانية سنة 350هـ -962م ثم نقلوه إلى القسطنطينية وأقام في سجونها سنوات، ولم يكن أبو فراس حينها يدرك الصعوبات التي حلّت بالإمارة والمصاعب التي أحاطت بالدولة الحمدانية، مستعيدا عاصمته حلب وآسرا أعدادا من الروم قايض بهم بعض أسراه وافتدى البقية ومن بينهم ابن عمه أبو فراس، إلا أن أمد سيف الدولة لم يطل بعد هذا الانتصار، فتوفي بعده بسنة واحدة عام 355هـ- 967م. وقد تأخر سيف الدولة في فدائه، وقال آخرون إن السبب هو تخوفه من انقلاب أبي فراس عليه، وأرجع آخرون ذلك إلى شرط سيف الدولة أن يكون الفداء عامًا يشمل جميع الأسرى. وبعد وفاة سيف الدولة نشأ خلاف بين وريثه أبي المعالي وبين أبي فراس، انتهى إلى استقلال أبي فراس بحمص عن سلطة إمارة حلب، فأرسل إليه أبو المعالي جيشا لإجباره على الاستسلام،