وعملت مصر وسوريا على إقامة وحدة فيما بينهما . د فالتاريخ يرينا أنه إذا ما اتحـدت سوريا مع مصر فإما ستحميان العالم الشرقي من جميـع الأخطـار الـتي يمكـن أن تتهدده". وعلى أثر توقيع الاتفاق طاف كل من صلاح سالم وخالد العظم بعدة عواصم عربية لدعوا للانضمام للاتفاق العسكري الجديد ، الأمر الذي أدى إلى مزيد مـن القلق من قبل الدول المناهضة لهذا التوجه الوحدوي ، ومـن ثم توالـت المخططـات الغربية المناوئة للسياسات المصرية السورية الوحدوية ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١١ في يوليو ، ١٩٥٦ حيث وقفت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كعقبـة كؤود حالت دون وصول الدعم المادي إ لى مصر التي كانت تبذل قصارى جهـدها آنذاك لبناء مشروع السد العالي ، أن الحكومة العراقية تلقـت أمـر ا مـن المخابرات البريطانية بتنفيذه في نفس يوم العدوان الثلاثي على مصر . ونتيجة لهذه التوجهات الرافضة للوحدة العربية ، رأت مصر ضرورة الإسراع نحو دعم الوحدة العربية من خلال عقد التضامن العر بي الرباعي بين مصر وسـوريا والأردن والسعودية في ١٩ يناير ١٩٥٧ للاتفاق على تقديم الدعم المـالي لـلأردن لكي لا يعتمد على بريطانيا ، ولكن بريطانيا أوهمت الملك حسين بأن الوحدة سـتقام على أنقاض الدول الملكية من أجل قيام دول جمهورية . جـاءت الولايات الم تحدة بمشروع وحدة إسلامية بزعامة السعودية التي حاولت ضم سـوريا إليها كبديل عن الوحدة المصرية - السورية (العربية) لكنها فـشلت ، كمـا قامـت السعودية بعدة حملات لتشويه صورة عبد الناصر بأنه معتنق الـشيوعية ، ورغم محاولات الغرب والأنظمة الملكية إثناء سوريا عن السير قدم ا نحو الوحدة مع مصر ، ضاف إلى ذلك تأكيـد البيطار على أن ثورة مصر في ١٩٥٢ تعد مفخرة لكل العرب ، وعلى جميع الـدول العربية أن تتبعها في منهجها من أجل تحقيق ثورة عربية كبرى . وأمام هذا الإصـرار المصري السوري على الوحدة ، بالإضافة إلى تغذية شكوك جميع دول المنطقة من الوحدة . التي حاولت فتح الباب للـبلاد العربيـة )٢( المناهضة لفكر الوحدة العربية للتعاون معها والانضمام إلى حلف بغداد . ورغبة من الجانب السوري في إتمام الوحدة مع مصر ، ١٩٥٧ وبعد نزول القوات المصرية باللاذقية اجتمع مجلس النواب السوري مع مجلس الأمة المصري في جلسة مشتركة لإقرار مبدأ الاتحاد الفيـدرالي . وهـم مصممون على تحقيق الوحدة بأي شكل ، وفى مقابلتهم لجمال عبد الناصر في مـساء ١٥ يناير من العام نفسه ، أوضح عبد الناصر أن مصر ليست مستعدة لقيام الوحـدة قبل خمس سنوات ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٣ وأوضح لعبد الناصر أنه جاء ممث لاً للحكومة السورية ومطالب ا بإقامة دولـة الوحـدة . وهى : الأول- أن يجرى استفتاء شعبي على الوحدة بين مصر وسوريا . الأمر الذي أفضى إلى إجهاض الوحدة وقيام الانفصال عام ، ثم عاد إلى القاهرة في ٢٥ يناير يحمل المشروع الكامل للوحدة بعد أن أقره مجلس الوزراء ال سوري الذي أعلن قيام الوحدة بعد موافقة الجميع علـى شـروط عبدالناصر عدا الحزب الشيوعي الذي رفض حل نفسه وخرج زعيمه خالد بكداش )٣( من البلاد إلى الكتلة السوفيتية . وفى أول فبراير ١٩٥٨ عقد اجتماع في قصر القبة بالقاهرة بـين الرئيـسين شكري القوتلي وعبد الناصر حضره ممثلو القطرين وانتهى الاجتماع بتوقيـع كـل منهما على وثيقة توحيد سوريا ومصر في الجمهورية العربية المتحدة ، وفى ٥ فبرايـر وافق كل من مجلس النواب ال سوري والأمة المصري بالإجماع على المبادئ التي أقرت لقيام الوحدة وترشيح عبد الناصر ليكون رئيس ا للجمهورية العربية المتحدة، وفى ٢١ فبراير أ جرى استفتاء في الإقليمين ال سوري والمصري، وتمخض عن ذلك كله أن ظهرت إلى الوج ود الجمهورية العربيـة المتحـدة ، ٤١٤ الروزنامة (العدد الثامن - ٢٠١٠) ويعلق محمد حسنين هيكل على الوحدة بقوله ": إن الوحدة الـتي تمـت في فبراير ١٩٥٨ كانت عم لاً سه ، وصورت الأمر للأمة العربيـة - على نحو هين ويسير - إن الذ ي حدث في فبراير ١٩٥٨ تم بسرعة وببساطة يمكن أن )٥( تصدق في الأحلام ولكن لا تصدق في الواقع" . أُعلن الدستور المؤقـت للجمهورية العربية المتحدة في ٥ مارس ، وتضمن الدستور أن الدولة جمهورية ديمقر اطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمـة العربيـة ، وأن رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية ، وضمت أول حكومة كلا من : أكرم الحوراني ( رئيس مجلس النواب ال سوري قبل الوحدة وهو بعثي ). وصبرى العسلي ( رئيس الوزراء السوري قبـل الوحـدة ) كنائبين لرئيس الجمهورية . أي أن عبد الناصر استقطب حزب البعث ال سوري، ولم يسمح له بأن يضع يده على الحكم ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٥ الجمهورية، وازدادت هوة الخلاف بين سياسة الجمهورية وحـزب البعـث وكان ذلك أيضا سببا في تعكير صفو العلاقات بين الطرفين . وفى ا ال الاقتصادي والاجتماعي، اتخذت الدولة إجراءات اقتصادية للتعاون بين الإقليمين - أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعي في أواخـر -١٩٥٨ الـذي سيكون لها أثر سيئ على مسيرة الوحدة ، كما تم وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدة خمـس سـنوات ( -١٩٦٠ ١٩٦٥) كان الغرض منها زيادة الإنتاج في كل من إقليمي دولة الوحـدة ، وعلى المصري الجيش الثاني، نتيجة لأن الحزب الشيوعي ال سوري ومن ناصره كانوا مـن المعارضـين لقيام الوحدة ، ففي يوليو من العام نفسه سافر عبد الحكيم عـامر بتوجيـه مـن عبدالناصر إلى دمشق ، أمر بنقل نحو أربعـين مـن الـضباط السوريين إلى القاهرة ، وعملت مصر وسوريا على إقامة وحدة فيما بينهما . د فالتاريخ يرينا أنه إذا ما اتحـدت سوريا مع مصر فإما ستحميان العالم الشرقي من جميـع الأخطـار الـتي يمكـن أن تتهدده". وعلى أثر توقيع الاتفاق طاف كل من صلاح سالم وخالد العظم بعدة عواصم عربية لدعوا للانضمام للاتفاق العسكري الجديد ، الأمر الذي أدى إلى مزيد مـن القلق من قبل الدول المناهضة لهذا التوجه الوحدوي ، ومـن ثم توالـت المخططـات الغربية المناوئة للسياسات المصرية السورية الوحدوية ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١١ في يوليو ، ١٩٥٦ حيث وقفت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كعقبـة كؤود حالت دون وصول الدعم المادي إ لى مصر التي كانت تبذل قصارى جهـدها آنذاك لبناء مشروع السد العالي ، أن الحكومة العراقية تلقـت أمـر ا مـن المخابرات البريطانية بتنفيذه في نفس يوم العدوان الثلاثي على مصر . ونتيجة لهذه التوجهات الرافضة للوحدة العربية ، رأت مصر ضرورة الإسراع نحو دعم الوحدة العربية من خلال عقد التضامن العر بي الرباعي بين مصر وسـوريا والأردن والسعودية في ١٩ يناير ١٩٥٧ للاتفاق على تقديم الدعم المـالي لـلأردن لكي لا يعتمد على بريطانيا ، ولكن بريطانيا أوهمت الملك حسين بأن الوحدة سـتقام على أنقاض الدول الملكية من أجل قيام دول جمهورية . جـاءت الولايات الم تحدة بمشروع وحدة إسلامية بزعامة السعودية التي حاولت ضم سـوريا إليها كبديل عن الوحدة المصرية - السورية (العربية) لكنها فـشلت ، كمـا قامـت السعودية بعدة حملات لتشويه صورة عبد الناصر بأنه معتنق الـشيوعية ، ورغم محاولات الغرب والأنظمة الملكية إثناء سوريا عن السير قدم ا نحو الوحدة مع مصر ، ضاف إلى ذلك تأكيـد البيطار على أن ثورة مصر في ١٩٥٢ تعد مفخرة لكل العرب ، وعلى جميع الـدول العربية أن تتبعها في منهجها من أجل تحقيق ثورة عربية كبرى . وأمام هذا الإصـرار المصري السوري على الوحدة ، بالإضافة إلى تغذية شكوك جميع دول المنطقة من الوحدة . التي حاولت فتح الباب للـبلاد العربيـة )٢( المناهضة لفكر الوحدة العربية للتعاون معها والانضمام إلى حلف بغداد . ورغبة من الجانب السوري في إتمام الوحدة مع مصر ، ١٩٥٧ وبعد نزول القوات المصرية باللاذقية اجتمع مجلس النواب السوري مع مجلس الأمة المصري في جلسة مشتركة لإقرار مبدأ الاتحاد الفيـدرالي . وهـم مصممون على تحقيق الوحدة بأي شكل ، وفى مقابلتهم لجمال عبد الناصر في مـساء ١٥ يناير من العام نفسه ، أوضح عبد الناصر أن مصر ليست مستعدة لقيام الوحـدة قبل خمس سنوات ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٣ وأوضح لعبد الناصر أنه جاء ممث لاً للحكومة السورية ومطالب ا بإقامة دولـة الوحـدة . وهى : الأول- أن يجرى استفتاء شعبي على الوحدة بين مصر وسوريا . الأمر الذي أفضى إلى إجهاض الوحدة وقيام الانفصال عام ، ثم عاد إلى القاهرة في ٢٥ يناير يحمل المشروع الكامل للوحدة بعد أن أقره مجلس الوزراء ال سوري الذي أعلن قيام الوحدة بعد موافقة الجميع علـى شـروط عبدالناصر عدا الحزب الشيوعي الذي رفض حل نفسه وخرج زعيمه خالد بكداش )٣( من البلاد إلى الكتلة السوفيتية . وفى أول فبراير ١٩٥٨ عقد اجتماع في قصر القبة بالقاهرة بـين الرئيـسين شكري القوتلي وعبد الناصر حضره ممثلو القطرين وانتهى الاجتماع بتوقيـع كـل منهما على وثيقة توحيد سوريا ومصر في الجمهورية العربية المتحدة ، وفى ٥ فبرايـر وافق كل من مجلس النواب ال سوري والأمة المصري بالإجماع على المبادئ التي أقرت لقيام الوحدة وترشيح عبد الناصر ليكون رئيس ا للجمهورية العربية المتحدة، وفى ٢١ فبراير أ جرى استفتاء في الإقليمين ال سوري والمصري، وتمخض عن ذلك كله أن ظهرت إلى الوج ود الجمهورية العربيـة المتحـدة ، ٤١٤ الروزنامة (العدد الثامن - ٢٠١٠) ويعلق محمد حسنين هيكل على الوحدة بقوله ": إن الوحدة الـتي تمـت في فبراير ١٩٥٨ كانت عم لاً سه ، وصورت الأمر للأمة العربيـة - على نحو هين ويسير - إن الذ ي حدث في فبراير ١٩٥٨ تم بسرعة وببساطة يمكن أن )٥( تصدق في الأحلام ولكن لا تصدق في الواقع" . أُعلن الدستور المؤقـت للجمهورية العربية المتحدة في ٥ مارس ، وتضمن الدستور أن الدولة جمهورية ديمقر اطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمـة العربيـة ، وأن رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية ، وضمت أول حكومة كلا من : أكرم الحوراني ( رئيس مجلس النواب ال سوري قبل الوحدة وهو بعثي ). وصبرى العسلي ( رئيس الوزراء السوري قبـل الوحـدة ) كنائبين لرئيس الجمهورية . أي أن عبد الناصر استقطب حزب البعث ال سوري، ولم يسمح له بأن يضع يده على الحكم ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٥ الجمهورية، وازدادت هوة الخلاف بين سياسة الجمهورية وحـزب البعـث وكان ذلك أيضا سببا في تعكير صفو العلاقات بين الطرفين . وفى ا ال الاقتصادي والاجتماعي، اتخذت الدولة إجراءات اقتصادية للتعاون بين الإقليمين - أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعي في أواخـر -١٩٥٨ الـذي سيكون لها أثر سيئ على مسيرة الوحدة ، كما تم وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدة خمـس سـنوات ( -١٩٦٠ ١٩٦٥) كان الغرض منها زيادة الإنتاج في كل من إقليمي دولة الوحـدة ، وعلى المصري الجيش الثاني، نتيجة لأن الحزب الشيوعي ال سوري ومن ناصره كانوا مـن المعارضـين لقيام الوحدة ، ففي يوليو من العام نفسه سافر عبد الحكيم عـامر بتوجيـه مـن عبدالناصر إلى دمشق ، أمر بنقل نحو أربعـين مـن الـضباط السوريين إلى القاهرة ، وعملت مصر وسوريا على إقامة وحدة فيما بينهما . د فالتاريخ يرينا أنه إذا ما اتحـدت سوريا مع مصر فإما ستحميان العالم الشرقي من جميـع الأخطـار الـتي يمكـن أن تتهدده". وعلى أثر توقيع الاتفاق طاف كل من صلاح سالم وخالد العظم بعدة عواصم عربية لدعوا للانضمام للاتفاق العسكري الجديد ، الأمر الذي أدى إلى مزيد مـن القلق من قبل الدول المناهضة لهذا التوجه الوحدوي ، ومـن ثم توالـت المخططـات الغربية المناوئة للسياسات المصرية السورية الوحدوية ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١١ في يوليو ، ١٩٥٦ حيث وقفت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كعقبـة كؤود حالت دون وصول الدعم المادي إ لى مصر التي كانت تبذل قصارى جهـدها آنذاك لبناء مشروع السد العالي ، أن الحكومة العراقية تلقـت أمـر ا مـن المخابرات البريطانية بتنفيذه في نفس يوم العدوان الثلاثي على مصر . ونتيجة لهذه التوجهات الرافضة للوحدة العربية ، رأت مصر ضرورة الإسراع نحو دعم الوحدة العربية من خلال عقد التضامن العر بي الرباعي بين مصر وسـوريا والأردن والسعودية في ١٩ يناير ١٩٥٧ للاتفاق على تقديم الدعم المـالي لـلأردن لكي لا يعتمد على بريطانيا ، ولكن بريطانيا أوهمت الملك حسين بأن الوحدة سـتقام على أنقاض الدول الملكية من أجل قيام دول جمهورية . جـاءت الولايات الم تحدة بمشروع وحدة إسلامية بزعامة السعودية التي حاولت ضم سـوريا إليها كبديل عن الوحدة المصرية - السورية (العربية) لكنها فـشلت ، كمـا قامـت السعودية بعدة حملات لتشويه صورة عبد الناصر بأنه معتنق الـشيوعية ، ورغم محاولات الغرب والأنظمة الملكية إثناء سوريا عن السير قدم ا نحو الوحدة مع مصر ، ضاف إلى ذلك تأكيـد البيطار على أن ثورة مصر في ١٩٥٢ تعد مفخرة لكل العرب ، وعلى جميع الـدول العربية أن تتبعها في منهجها من أجل تحقيق ثورة عربية كبرى . وأمام هذا الإصـرار المصري السوري على الوحدة ، بالإضافة إلى تغذية شكوك جميع دول المنطقة من الوحدة . التي حاولت فتح الباب للـبلاد العربيـة )٢( المناهضة لفكر الوحدة العربية للتعاون معها والانضمام إلى حلف بغداد . ورغبة من الجانب السوري في إتمام الوحدة مع مصر ، ١٩٥٧ وبعد نزول القوات المصرية باللاذقية اجتمع مجلس النواب السوري مع مجلس الأمة المصري في جلسة مشتركة لإقرار مبدأ الاتحاد الفيـدرالي . وهـم مصممون على تحقيق الوحدة بأي شكل ، وفى مقابلتهم لجمال عبد الناصر في مـساء ١٥ يناير من العام نفسه ، أوضح عبد الناصر أن مصر ليست مستعدة لقيام الوحـدة قبل خمس سنوات ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٣ وأوضح لعبد الناصر أنه جاء ممث لاً للحكومة السورية ومطالب ا بإقامة دولـة الوحـدة . وهى : الأول- أن يجرى استفتاء شعبي على الوحدة بين مصر وسوريا . الأمر الذي أفضى إلى إجهاض الوحدة وقيام الانفصال عام ، ثم عاد إلى القاهرة في ٢٥ يناير يحمل المشروع الكامل للوحدة بعد أن أقره مجلس الوزراء ال سوري الذي أعلن قيام الوحدة بعد موافقة الجميع علـى شـروط عبدالناصر عدا الحزب الشيوعي الذي رفض حل نفسه وخرج زعيمه خالد بكداش )٣( من البلاد إلى الكتلة السوفيتية . وفى أول فبراير ١٩٥٨ عقد اجتماع في قصر القبة بالقاهرة بـين الرئيـسين شكري القوتلي وعبد الناصر حضره ممثلو القطرين وانتهى الاجتماع بتوقيـع كـل منهما على وثيقة توحيد سوريا ومصر في الجمهورية العربية المتحدة ، وفى ٥ فبرايـر وافق كل من مجلس النواب ال سوري والأمة المصري بالإجماع على المبادئ التي أقرت لقيام الوحدة وترشيح عبد الناصر ليكون رئيس ا للجمهورية العربية المتحدة، وفى ٢١ فبراير أ جرى استفتاء في الإقليمين ال سوري والمصري، وتمخض عن ذلك كله أن ظهرت إلى الوج ود الجمهورية العربيـة المتحـدة ، ٤١٤ الروزنامة (العدد الثامن - ٢٠١٠) ويعلق محمد حسنين هيكل على الوحدة بقوله ": إن الوحدة الـتي تمـت في فبراير ١٩٥٨ كانت عم لاً سه ، وصورت الأمر للأمة العربيـة - على نحو هين ويسير - إن الذ ي حدث في فبراير ١٩٥٨ تم بسرعة وببساطة يمكن أن )٥( تصدق في الأحلام ولكن لا تصدق في الواقع" . أُعلن الدستور المؤقـت للجمهورية العربية المتحدة في ٥ مارس ، وتضمن الدستور أن الدولة جمهورية ديمقر اطية مستقلة ذات سيادة وشعبها جزء من الأمـة العربيـة ، وأن رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية ، وضمت أول حكومة كلا من : أكرم الحوراني ( رئيس مجلس النواب ال سوري قبل الوحدة وهو بعثي ). وصبرى العسلي ( رئيس الوزراء السوري قبـل الوحـدة ) كنائبين لرئيس الجمهورية . أي أن عبد الناصر استقطب حزب البعث ال سوري، ولم يسمح له بأن يضع يده على الحكم ، د إبراهيم جلال: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ٤١٥ الجمهورية، وازدادت هوة الخلاف بين سياسة الجمهورية وحـزب البعـث وكان ذلك أيضا سببا في تعكير صفو العلاقات بين الطرفين . وفى ا ال الاقتصادي والاجتماعي، اتخذت الدولة إجراءات اقتصادية للتعاون بين الإقليمين - أهمها إصدار قانون الإصلاح الزراعي في أواخـر -١٩٥٨ الـذي سيكون لها أثر سيئ على مسيرة الوحدة ، كما تم وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدة خمـس سـنوات ( -١٩٦٠ ١٩٦٥) كان الغرض منها زيادة الإنتاج في كل من إقليمي دولة الوحـدة ، وعلى المصري الجيش الثاني، نتيجة لأن الحزب الشيوعي ال سوري ومن ناصره كانوا مـن المعارضـين لقيام الوحدة ، ففي يوليو من العام نفسه سافر عبد الحكيم عـامر بتوجيـه مـن عبدالناصر إلى دمشق ، أمر بنقل نحو أربعـين مـن الـضباط السوريين إلى القاهرة ،