من خلال تتبّع التعاريف اللّغوية لكلمة "تاريخ",نجد أن تعريف الوقت هو المعنى الغالب لدى علماء اللّغة حيث عرّف ابن منظور "التأريخ من أرخ"و مثله "التوريخ من "ورخ", لغة بأنه تعريف الوقت.فنقول مثلا:أرخ الكتاب ليوم كذا,و نفهم من خلال هذا التعريف أن أصل كلمة "تاريخ" ليس فارسيا كما ادعى بعض المستشرقين, بل أصل الكلمة مشتق من "ورخ" و هو جذر سامي مأخوذ من لغة اليمن الجنوبية,و يصرّ الدكتور عبد الله العروي على عروبة مصطلح التاريخ, فيقول:"إن تأليف التاريخ الإسلامي من إبداع العرب, لقد فشلت المحاولات للعثور على مؤثرات خارجية, على غرار ما كشف عنه المنقّبون من مؤثرات أجنبية في الفلسفة و علم الكلام, ليس التاريخ الإسلامي نقلاً أو اقتباسا أو استعارة من الغير,إن كلمة تاريخ كلمة عربيّة". قد مرت بعد ظهور التاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب، فكانت في بداية الإسلام تعني التقويم والتوقيت و احتفظت بهذا المعنى لفترة, ثم صارت بمعنى آخر و هو تسجيل الأحداث على أساس الزمن. و اكتسبت الكلمة منذ أواسط القرن الثاني للهجرة معنى آخر وصارت تطلق على عملية التدوين التاريخي وعلى حفظ الأخبار، للدلالة على هذا النوع الجديد من التطور في نقل الخبر والعملية الإخبارية. وأخيرا أصبحت كلمة التاريخ مع إطلالة القرن الثالث للهجرة تطلق على العلم بأحداث التاريخ و أخباره و حلّت نهائيا محل ما كان يعرف باسم "الخبر".