ولكن هنالك أخلاق ثابتة لا يمكن لأي مجتمع أن يتخّلى عنها نظراً لأهميتها وخطورة عدم التقيد بها، العدل هو أن يتم إعطاء الحق لصاحبه دون التفرقة بين الناس، ويبعدهم عن الشقاء والدمار وضياع الحقوق. للعدل أهمية كبيرة بالإسلام حيث إنّه قيمة من قيم الإسلام والتي يجب أن يتحلّى بها كافة البشر، حيث إن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وعلى عباده، وامتثلت به كافة تشريعاته ونظمه، وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعلاقاتهم بالطبيعة والحياة وهنالك العديد من القواعد والأنظمة التي تحقق العدل عند الالتزام بها، وعدل الآخرة الذي يتمثل بالثواب والعقاب الذي يناله الإنسان نتيجةً لأفعاله في الحياة الدنيا وهذا هو العدل المطلق الذي يختص به الله سبحانه وتعالى وحده، ويمكن تقسيم العدل كذلك على اعتبار تعلّقه بالإنسان كالعدل الفردي من خلال أن يعدل الفرد بين جسده، ويعمل الأعمال التي تحقّق له السعادة والخير ويبتعد عن الأعمال التي تزيد من شقائه وتعبه، والعدل الجماعي الذي يتمثل باحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم التعدّي على حقوق الآخرين في كافة التعاملات بين البشر. وهذا بالتأكيد سيحفزّهم على العمل والإنتاج بالشكل المتقن والسليم وبالتالي سيزدهر المجتمع ويتقدّم، فمن يشعر بأنّ حقوقه محفوظة سيعمل ويجتهد من أجل الوصول لأهدافه وبالطرق الشرعية والقانونية، وعندما تكون الحكومة ظالمة بالتأكيد سيسود الحقد والكره في المجتمع بالإضافة إلى القتل والدمار والتعذيب والاضطهاد، وبالتالي سيكون المجتمع ضعيف والدولة أكثر عرضةً للتدخلات الخارجية والخراب،