إن تطوره الإرهاب الدولي في العصر الحديث أصبح يستخدم كبديل للحروب التقليدية، فالإرهاب قد يستخدم لإثارة بعض الأحداث الدولية ، وخلق التوتر وحالة الاستعداد والترقب لدى الدولة العادية، كما أن الدول عندما تشعر بتهديد في مصالحها من جهة ، وهذا يدفعها إلى تخصيص جزء من ميزانيتها وأموالها ومواردها الحماية نفسها، والإرهاب لا يكلف الدول التكاليف الباهظة للحرب التقليدية وفي نفس الوقت فإنه يؤثر تأثيراً كبيرا في معنويات رعايا سكان الدول العادية لما يصاحبه من تحديد ورعب وفزع وتوقع عمليات إرهابية في أي وقت وأي مكان في الدولة ، والإرهاب الدولي كبديل للحروب التقليدية ، يمكن أن يحقق عدة أهداف منها الدعاية للقضية التي يحارب من أجلها الإرهابيين وشيوعها بين الناس ، كما انها تبين قدرة الإرهابيين على توجيه ضربات مؤثرة للدولة أو النظام الذي يعمل ضد مصالحهم ، وقد يكون الهدف هو إحداث أضرار مادية في مؤسسات الخصم الحيوية مما يؤثر على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية له ولرعاياه ، وقد يهدف الإرهاب إلى شل تفكير الخصم بإحباط الروح المعنوية لديه وتشتيت جهوده في اتجاهات كثيرة وتهديد حلفاؤه إذا ما حاولوا مساعدته ، وبمعنى آخر فهدف الإرهاب ليس تخريب ماديات الخصم أو ممتلكاته أو قتل رعاياه ، ولكن الأصل في تخريب هو معنوياته كهدف أساسي للإرهاب، وقد ساعد على ذلك التقدم العلمي الهائل في وسائل عن طريق نقل الأحداث عبر الأقمار الصناعية وأجهزة التلفزيون والصحف وغير ذلك ، ومما يجعل الحدث أكبر آثار ، والأثر في تحقيق الرعب الأكبر عدد ممكن، تتوافر فيها حرية الصحافة والإعلام وذلك لضمان تغطية كاملة للعمليات الإرهابية. 17. ولقد ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كوريئة للاستعمار القديم والذي توج بالحسار النفوذ البريطاني والفرنسي والامبريالي ، وقد خططت خطط استعمارية جمعت بين المفهوم الإمبريالي القائم على احتلال الأراضي والبلدان وغزوها عن طريق القوة، ونذكر منها ما يلي : - قوة التدخل السريع : وتحمل في طياتها الرعب لأنها تتمثل في القوة العسكرية الجاهزة لضرب أي مكان تراه ملاكم المساعدات الأمريكية المختلفة وتحمل في ثناياها الرعب وتخوف الدول الفقيرة من قطع هذه المعونات عليها ، وبالتالي ينجر عنها الفقر والمجاعة . الدعم لا متناهي للكيان الصهيوني، محاصرة النفوذ الشيوعي سابقا ، وهذا الإرهاب يتمثل في تخويف وتحديد العرب من المد الشيوعي في منطقتهم . وهذا بغرض دفعهم للزج بأنفسهم داخل الحضن الأمريكي . قامت الولايات المتحدة الأمريكية بنشر الديمقراطية في أرجاء العالم ضمن بما يسمى العولمة السياسية حتى ولو كانت مخالفة للعادات وتقاليد المجتمعات الأخرى ومن يخالف هذا أو لا يأخذ بهذا يعتبر إرهابي .