فهو بذلك ميدان التفاعل الاقتصادي والحضاري بين الشرق وعالم المتوسط، هذه الشعوب التي استقرت فيه أو مرّت فيه تركت لها في أرجائه آثاراً أو حضارات دلت على وجودها وأهم المناطق الأثرية التي تدل على ذلك مدينة بعلبك التي تعتبر جميعها منطقة أثرية مليئة بالكنوز والآثار الرومانية والإسلامية القديمة. أرض لبنان عبارة عن سهل ساحلي على البحر، ضيق في الوسط متسع في الشمال والجنوب تحيط به الجبال من الشرق وهي تؤلف ما يعرف بسلسلة جبال لبنان الغربية وأعلى قممها في الشمال قمة القرنة السوداء في جبال المكمل وارتفاعها 3028 م وهي مكللة بالثلوج طيلة أيام السنة، ويتميز سهل البقاع باتساع في الشمال إلى أن يضيق في الوسط ثم يتسع باتجاه الجنوب مشكلاً سهل مرجعيون. وفي لبنان عدة أنهار أشهرها نهر الليطاني الذي ينبع من جنوبي سهل البقاع باتجاه الجنوب بطول 160 كلم (وتعمل الدولة الصهيونية اليوم على استغلال مياهه) وكذلك نهر العاصي الذي ينبع في شمالي سهل البقاع من هضبة بعلبك في مغارة الراهب ثم يتجه شمالاً فيخترق سورية ويصب في البحر المتوسط إلى الشمال من انطاكية وطوله 570 كلم. ولبنان بلد سياحة الفصول الأربعة، كل ذلك تخدمه بنية سياحية عامرة بكل ما يلبي رغبات وأذواق السياح والمصطافين، ومن شماله إلى جنوبه تزدحم مدن وبلدات وضيع لبنان بالمواقع الطبيعية الجميلة وبالآثار التاريخية القديمة وبكل أنواع الجذب السياحي مع خدمات سياحية عريقة ومتطورة.