القهوة العربية ومعانيها الطيبة إن القهوة العربية دليل الكرم والطيب إنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكرم مرتبطة به ارتباط الفرع بالأصل .متجذرةٌ به تجذر الأصالة ؛ فهي عادةٌ عربيةٌ متحدرةٌ سلوكاً عند العرب .فإكرام الضيف صفةٌ لازمت العرب بل كانت تعتبر ركناً من أركان العادات العربية كما تعتبر من أهم التقاليد القديمة الأصيلة المتوارثة .بقيت كذلك حتى قالت العرب في الضيف : الضيف : أميرٌ إذا أقبل ؛ أسيرٌ إذا جلس شاعرٌ إذا قام وارتحل .إن إكرام الضيف حقٌ للضيف النازل على صاحب الدار حتى ولو كان عدواً وطالما حلَّ ونزل الدار ؛ فهو آمنٌ على نفسه وماله فكيف إذا تناول الطعام وشرب الشراب .فعلاً إنها إحدى سجايا العرب الطيبة قديماً توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد .ولضيافة القهوة آدابٌ تدل على معانيها الطيبة فعلاً إنها إحدى سجايا العرب الطيبة قديماً توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد .ولضيافة القهوة آدابٌ تدل على معانيها الطيبهالقهوة العربية وضيافة القهوة عند العرب فيجب تقديمها باليد اليمنى لجهة وأن تقديم القهوه العربية باﻟﻴﺪ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ اﻣﺘﻬﺎﻥ ﻟﻠﻀﻴﻒ لذلك يجب تقديمها باليد اليمنى من اليُمن والبركة .ﻛذلك يجب النظر إلى ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ حيث تعتبر ﺷﺮطاً ﺃﺳﺎﺳياً ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ إذ ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﻣﻠﻰﺀ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎن ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ثلثه ﺭﻏﻢ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻢ الفنجان والثلث كثير ﻭيجب أن تكون صبة القهوة بمقدار رشفة وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ بصبة ﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ﻓﻲ التقاليد العربية الأصيلة أي أن تكون الصبة بقدر ما يغطي قاع ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻓﻘﻂ .ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﺩﺭ سريعاً .ﻣﻦ عﻼﻣﺎﺕ ﺷُﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻫﺰة ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ من قبل الضيف وهي ﺇﺷﺎﺭﺓٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺍلاﻛﺘﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﻓﺴﻴﺴﺘﻤﺮ المضيف ﺑﺼﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻪ حتى يصل إلى ثلاثة فناجين .ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻋﺪﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻟﻠﻤﻀﻴﻒ تكرم ﺃﻱ ﺷﻜﺮﺍً .ﻭﻳﺤﺮﺹ ﺍلعرب بشكلٍ عام وأهل القهوة ﺑﺸﻜﻞٍ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ من تقاليد وأن يعلموا أبناءهم ﻃﺮﻳﻘﺔ التصنيع إلى طريقة تقديم هذه ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ الأصيلة .من ذلك على سبيل المثال لا الحصر أن ﻳﺴﺘﻤﺮ مقدم القهوة ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﺣﺎﻣﻞٌ ﻟﺪﻟﺔ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺻﺒﻬﺎ ﻟﻬﻢ ويمثل قيامه هذا سروره في خدمة الضيوف وأن هذا الضيف مرحبٌ به وأنه حلل أهلاً ونزل سهلاً .كذلك الأمر فإن وضع فنجان القهوة من قبل الضيف على الأرض قبل شربه يدل أن للضيف حاجة أو طلب عند المضيف وأنه لن يشرب القهوة حتى تقضى حاجته وتكثر هذه العادة في خطبة العرائس .وﻟﻌﺪﺩ ﻣﺮﺍﺕ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻣﺴﻤﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ : ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ : ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ " اﻟﻬﻴﻒ " ﻳﺸﺮب هذا الفنجان صاحب البيت ﻟﻴﺜﺒﺖ ﻟﻠﻀﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ المقدمة للضيف ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺆﺫي هذا الضيف .والفنجان الثاني : ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ " ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻀﻴﻒ " ﻭﻳﺸﺮﺑﻪ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻋﻨﻮﺍﻥ إﻛﺮﺍﻡ الضيف وجلالة قدره عند المضيف .أما ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : فيطلق ﻋﻠﻴﻪ ‏اسم " فنجان الكيف " ﻭﻳﺸﺮﺑﻪ ﺍﻟﻀﻴﻒ أيضاً وﻫﻮ للاﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻄﻌﻢ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .والفنجان الرابع : فيطلق ﻋﻠﻴﻪ اسم " فنجان السيف " وﻳﺸﺮﺑﻪ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺃﻳﻀﺎً .ويرمز ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺳﻴﻘﻒ ﻣﻊ ﻣﻀﻴﻔﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻷﻱ اﻋﺘﺪﺍﺀ .وهناك أيضاً الفنجان الخامس : الذي يطلق عليه اسم " فنجان الأمان من غدرات الزمن " وهو يعبر عن الوقوف جنباً إلى جنب مهما تعرض لغدر الزمن وأنه معه حتى الموت أو البعض بسميه " فنجان العهد والوفاء " .أما عادة كسر الفنجان من قبل المضيف بعد اكتفاء الضيف من شرب القهوة فيرمز إلى ذروة التكريم للضيف وأن هذا الضيف على قلب المضيف .وبالنسبة لعادة قلب الفنجان من قبل الضيف فترمز إلى احتمال وقوع خلافات بين الضيف ومضيفه باعتبار أنها ترمز إلى عدائه ودعائه بعدم دوامها .إن لعادة وضع الفنجان على مصب القهوة دلالةٌ على نظافة القعوة من الشوائب والصايدة " الحشرة " .وفي حال وجود شوائب تذوقها شارب القهوة حقوق على المضيف وعندها يحق للضيف أن يقاضي المضيف عليها عند قضاة العرب .