وعلى الرغم من ذلك لم تكتسب الوثائق الرسمية للتعليم المنهجي شعبية، وذلك لأن كل شيء كان يعتمد على التجربة والخطأ، من خلال تلك المهارات التقنية الأخرى التي نشأت من السيطرة على النار مثل التعدين والحدادة والنجارين والنساجين وغيرها الكثير. ولقد كانت البدايات الأولى لتعلم المهارات واكتساب الخبرات في الحضارات القديمة تتم بين أفراد العائلة نفسها، فيرى الأب أن خير من يعطيه سر مهنته هو ابنه، فضلًا عن إرشاده إلى إتقان عمله؛ حيث يقوم بتربيته وتقويمه مع حرصه على الاهتمام بمستقبله (حسن والسعودي، فقد عملت أغلب المجتمعات والفلسفات على تقسيم مجتمعاتها إلى طبقات، فمن يقوم بالأعمال المهنية هم الطبقة الدنيا من المجتمع، وامتدت آثار هذه الفلسفات وخصوصًا الفلسفة اليونانية إلى المجتمعات العربية؛ فقد كانت جميع الدول العربية تتوسع في التعليم الأكاديمي على حساب التعليم المهني من خلال افتتاح الجامعات والمدارس وتخريج الكم الهائل من الأفراد (ضحاوي وأخرون، لذا يمكن القول إن بداية ظهور التدريب المهني من خلال المؤسسات الخاصة وذلك في منتصف السبعينيات، قبل ذلك كان مقدمو التدريب المهني الأساسيون هم المؤسسات العامة التي تقودها الحكومة وورش العمل التدريبية الداخلية داخل المؤسسات الفردية، وأصبح عدم كفاية مرافق التدريب العامة والخاصة واضحا، 667) . وذلك كان في بداية القرن عشرين عام 1904، فقد قامت حكومة كينج بإصدار قانون خاص لعمل مدارس صناعية بجانب المدارس العامة، وارتكزت المدرسة على أربع مبادئ أساسية: كسب الخبرة العلمية، 342) . وتأكيدًا على هذا الاتجاه، نصت المادة الثامنة من قانون التعليم المهني لجمهورية الصين الشعبية على أن تتبنى الدولة نظامًا يلزم بموجبه العمال بالحصول على التعليم والتدريب الفني والمهني اللازم قبل توليهم أي مهنة أو الذهاب إلى وظائفهم، 34) . ولكنه لم يأخذ مكانه بالشكل الصحيح، بل استمر الفصل بين التعليم النظري والتعليم المهني، وتجدر الإشارة هنا إلى أن التعليم في هذا العصر أصبح قوة تحدد مواقع المجتمعات ونفوذها؛ وإلى متخلف يستورد العلم ويستهلك المعرفة، كما يمثل التعليم بشكل عام والتعليم والتدريب المهني بشكل خاص البيئة الأساسية لتكوين وتطوير مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، يُعد الاستثمار في تطوير التدريب المهني إحدى السمات الأساسية للدول في العالم اليوم، ففي الواقع هناك علاقة وثيقة بين تطوير التدريب المهني والنمو الاقتصادي والاجتماعي، لذلك، p. ومن هذا المنطلق فقد أولت حكومة السلطنة اهتمامًا كبيرًا بإعداد الشباب الإعداد الجيد علميًا وعمليًا ومهنيًا؛ ص. 2023، ص. 359)( ). فقد قامت حكومة السلطنة بتطوير نظم وبرامج التعليم والتدريب المهني والفني المناسبين للقوى العاملة الوطنية،