خلقته الدولة من عدم أو يكاد ثم وضعت في خدمته وعلى طبق من ذهب كل مواردها المادية، والرمزية بما فيها الملكية و«ثوابتها المقدسة». كان هدف الحزب الأساسي هو أن تبقى السلطة والثروة حصراً على نفس الأيدي أي النخبة المولوية وحلفائها التي تحكم المغرب منذ الاستقلال وإن كانت تتفضل، ببعض الفتات من السلطة والمناصب على رجال هذا التيار الشعبي أو ذاك حتى يقيها مخاطر الصدام مع الشارع. مناسبة هذا المقال أنه حدث ما لم يكن في حسبان وهو «انتخاب» كأمين عام للبام، انتمى في شبابه لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. انتخب اذن عضواً بمجلس النواب على لائحة البام، أشهراً فقط بعد انتمائه للحزب. كان يؤكد لأصدقائه انه لم يغيّر ولن يغيّر أفكاره وقيمه وفعلا ورغم انه كان رئيسا للفريق النيابي للبام، تم عقابه على ذلك بالتخلص منه بالتي هي أحسن بأن رجع إلى مقعده كنائب عادي. لكن بعض خرجاته المنتقدة ضمنيا للنظام أو المساندة صراحة لعبد الاله بنكيران جلبت اليه الأنظار من حين لآخر وجعلت منه شيئا فشيئا القيادي الأكثر شعبية لدى قواعد حزبه. يظهر أن السيد وهبي بتجربته الطويلة داخل المنظمات اليسارية كان يشعر أكثر من غيره أن قواعد حزبه كأغلب قواعد الأحزاب تميل لانتقاد الأوضاع والنظام إذ لا تفكر بنفس طريقة الحكام. السلطة سعيدة بصعود وهبي إلى قمرة القيادة،