تحكي الرواية عن حياة فتى يسمّى «مفيد الوحش»، کان والده فلّاحا بسيطا، عندما كان (مفيد) ابن اثني عشر عامًا، قام بقطع ذنب حمار أحد الفلّاحين، قام على أثرها بالهرب من البيت والضيعة، کان متشرّدا بين الطبيعة والمزارع، نصحه قريب أمّه «إبراهيم الشنكل» بنسيان الماضي، والبدء بحياةٍ جديدة في مكانٍ لا يعرفه أحد، ولذا ذهب إلى المدينة. وساعد (مفيد) كثيرًا على الاستقرار وتدبّر له عملًا معه، وعلى أثرها تمّ رميهما في السجن مدّة سنتين، وكان حينها (مفيد) ابن ثمانية عشر عامًا. وذهب للعمل في البحر مع «بكري الغطاس»، ودافع عن مراكب الصيادين ثم توجّه للعمل في المرفأ. وجماعة حليش والزقلوط. انقلب عليه رجال المرفأ ليودعوه السجنَ مدة خمس سنوات، وتقف زوجته لبيبة المحبّة إلى جانبه بصبر وثبات. ويساعده على الخروج من حالة اليأس، وأصبح يحلم بامتلاك ساقين صناعيّتَين، وأصبح يتخيّل المشي في الشوارع والنزول إلى البحر، لكنه وقع ضحية مشاكله القديمة في الميناء، ووجّه أنظار الشرّطة إليه ليقطع رزقه فتتبخّر أحلامه، ليقوم بعدها بقتل أحد الضباط السوريّين في المرفأ، ويُقدِم على الاِنتحار بعد ذلك مباشرة.