عجزت السلطات الاستعمارية عن جذب عدد المستعمرين المطلوب، فأطلقت حملة دعائية واسعة استهدفت فقراء إسبانيا وإيطاليا، ووعدتهم بأراضٍ وقروض وثروات في الجزائر مقابل الهجرة. وافد هؤلاء الفقراء بأعداد كبيرة، واستولوا على أراضٍ، وحصلوا على أموال طائلة، وجنسية فرنسية، واندغموا في المجتمع الفرنسي، ليصبحوا القوة الحاكمة في الجزائر. يصف المؤرخ أندري جوراين في كتابه "تاريخ شمال أفريقيا" هذه الفترة بوصول موجات من المهاجرين الأوروبيين من مارسيليا وإسبانيا وإيطاليا، متصفين بالجشع والمغامرة، انتشروا بسرعة، واشتروا وباعوا العقارات بشكلٍ سريع، ممارسين السرقة والنهب بحثًا عن أرباحٍ خيالية. في عام 1872، كان عدد الأوروبيين حوالي 2000 نسمة، ثم ارتفع إلى 22000، منهم 2200 فقط من المعمرين الذين اقتصرت إقامتهم على المدن.